مسقط عاصمة الدولة البوسعيدية منذ عهد السيد حمد بن سعيد البوسعيدي 1784م، ومن الأسماء التي تعرف بها "مسكد".مثلت مسقط مدينة وميناءً محطة تجارية مهمة منذ القدم، فيعد ميناء مسقط أحد أهم الموانئ في شبه الجزيرة العربية، حيث كان حلقة الوصل النشطة والرابط المهم بين تجارة الشرق والغرب. ويعد الميناء الرئيس لعُمان منذ عصور طويلة، ولقد أشار عالم الفلك والرياضيات الإغريقية والجغرافية المعروف بطليموس إلى هذا الميناء الذي قال عنه إنه يقع على الساحل بعد سلسلة جبال حجر عُمان الوسطى وأسماه الميناء الخفي، كما أشار بليني الأكبر أشهر مؤرخ وجغرافي روماني في زمانه عن ميناء مسقط مشيراً في كتاباته إلى وجود ميناء نشط على ساحل عُمان أسماه "أميثو سكاتا"، كما عرف هذا الميناء مع بعض الرحالة القدامى باسم "مسقطنوس" وهو الأشهر عند الأوربيين لتصدير جوز الهند إليهم.يشير المؤرخون والجغرافيون المسلمون إلى أهمية ميناء مسقط، فالمقدسي (ت: 380هــ/ 989م) في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم يقول عن مسقط: "أول ما يستقبل المراكب اليمنية، ورأيته موضعا حسنا كثير الفواكه". وفي كتاب سلسلة التواريخ لسليمان التاجر (ق: 3هـ/ 9م)، يذكر أن: "أكثر السفن الصينية تحمل من سيراف، وأن المتاع يحمل من البصرة وعُمان وغيرها إلى سيراف، فيعبأ في السفن الصينية بسيراف... يقلعون إلى موضع يقال له مسقط، وهو آخر عمل عُمان".وفي التاريخ الحديث يعد ميناء مسقط البوابة التي انتعشت منها التجارة في عُمان والخليج العربي لمكانته وموقعه الاستراتيجي لا سيما في الربع الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي، ففي عام 1775م في عهد الإمام أحمد بن سعيد مثلت مسقط مركزا رئيسيا للتجارة بين الخليج العربي والهند والبحر الأحمر، وفي عام 1790م في عهد السيد حمد بن سعيد البوسعيدي أصبح ميناء مسقط هو الموزع الوحيد للسكر وأغلب تجارة البن اليمني في الخليج والمشرق العربي. عموماً، لأهمية مسقط الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية تعرضت لمحاولات الاحتلال من البرتغاليين والعثمانيين والفرس، وآخر محاولات التحرير كان من قبل الإمام أحمد بن سعيد حيث حررها من الاحتلال الفارسي وعين أحمد بن سعيد بن خميس البوسعيدي والياً عليها، وبعد ذلك اتخذها السيد حمد بن سعيد عاصمة لعُمان وعين عليها سليمان بن خلف البوسعيدي والياً.شهدت مسقط عاصمة الدولة البوسعيدية منذ العام 1784م توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، منها: الاتفاقية الاقتصادية الأولى بين عُمان والولايات المتحدة الأمريكية عام 1833م، واتفاقية إنشاء وحماية خطوط التلغراف داخل أراضي وممتلكات الحكومة العُمانية عام 1865م. وارتبط بتاريخ مسقط عدد من الشخصيات السياسية والعلمية والأدبية، منها: الإمام عزان بن قيس بن أحمد بن سعيد البوسعيدي، والسيد سالم بن سلطان بن أحمد البوسعيدي، ورزيق بن بخيت بن سعيد بن غسان جد المؤرخ حميد بن محمد المعروف بابن رزيق، وغيرها من الشخصيات.