ضيفي هو موسيقي موهوب وعازف بارع جمع بين ثقافتين هما الشرقية والغربية، فتخلّص من سجن الأولى، وأفلت من براثن الثانية، ونجح في خلق الانسجام بينهما، وأخذ منهما بما يتماشى مع شخصيته الهادئة المتمرّدة.

توقف بنا الطرب عند نمط موسيقي ضارب في القدم تعود أصوله إلى مجد أندلس تليد هو "المالوف". ولمن لا يعرف الكلمة "المالوف" هو أحد أبرز أنواع الموسيقى الأندلسية التي انتشرت في المغرب العربي، وهو مشتق من كلمة "مألوف" نسبة للوفاء للتقاليد، ونجده في تونس وليبيا والشرق الجزائري وتحديدا في قسنطينة وله عديد الممثلين أطلّ منهم علينا أحدهم.

بين الطرب العربي الأصيل والغناء الأوبرالي تأرجح بنا الحديث مع صوت تجاوز سوريته وعربيته ليحقق إشعاعا عالميا وليمثل ثقافته وهويته كأحسن ما يكون.

توقف البرنامج عند شخصية فنية فريدة ارتبطت في أذهان الكثيرين بالتمرّد والجنون الفني. ضيفنا جريء في أغانيه ومواقفه ومتميّز في مظهره ومُتقن في تنغيمه وحنون في نبرته ومنفتح في أعماله.

توقف البرنامج في هذه الحلقة عند عالم نغمي حالم ورقيق، وصوت حنون في نبرته، مثقف في فكره، ملتزم في مسيرته، هو صوت فنانة تقاوم الحرب بالأمل، وتشدو للسلام وتثق في غد أفضل لبلدها.

أخذنا الطرب إلى روح الصحراء ونشوة موسيقية مختلفة عن تلك التي ارتبطت بنوعية الطرب المشرقي، لكنها لا تقلّ قيمة عنها بانتقالات نغمية مختلفة عن نظام المقام الشرقي وارتجالات نقيّة النبرة برّاقة وجدت صداها الأول في وسع وامتداد الصحاري والبراري.

استضاف البرنامج مشروعا معاصرا يصل بين الموسيقى العربية ومختلف ثقافات العالم من خلال فنان حوّل الغربة من مفهوم مرتبط بالوجع والبعد عن أرض الوطن والأحباب إلى ترحال دائم وثراء ثقافي وجسر رابط بين الضفتين.

ضيفتي هي فنانة ارتبط اسمها بالموسيقى الكوبية الممزوجة بالموسيقى الشرقية في لون تميّزت به دون غيرها، مولّدة في نفوسنا إحساسا ينتابنا دائما عند العودة إلى أغاني الزمن الجميل، هو الإحساس بالحنين، يطعّمه الانفتاح على العالم.

ضيفة البرنامج اختارت أن تحافظ على روحها الشرقية فيما تقدّم رغم تكوينها الغربي، كما أنها جعلت من انفتاحها وتعرّفها على اللغات الفنية الأخرى أحد أهم نقاط قوّتها وتميّزها.

استضاف البرنامج صوتا نشأ بين الأصالة والحداثة وتأثر منذ الصغر بالمدرسة الرحبانية ومدرسة سيد درويش ومارسيل خليفة وغيرهم من الأعلام الذين تركوا اثرا في الموسيقى العربية على مختلف عصورهم.