اخترع الأجداد حلّاً سحرياً لمقاومة جفاف ضرع الناقة أو البقرة بعد موت وليدها، وذلك بأن يُحشى جلد الحِوَار -بالنسبة للناقة- والعجل -بالنسبة للبقرة- تبناً، وتُوضع له ركائز خشبية مكان أرجله، ويوضع أمام الناقة أو البقرة حتى تدّر حليباً وتُحلب. هذا الاختراع المزيّف يدعى (البو)، وهو بمثابة الغلاف الخارجي للرواية أو الكتاب مهما كان تصنيفه، (احذروا فخاخ العناوين، وما يُكتب من تقريض مجاني على الغلاف الأخير). والحال أنّ القارئ سيكتشف -من دون عناء- تلك الروايات أو الكتب المنتفخة تبناً عن سواها، كما أن الحليب الاصطناعي الذي سوف يسيل من الصفحات، سيكون خالياً من الدسم. تكمن المعضلة السردية إذاً بهزال الركائز الخشبية، أو الرافعة اللغوية التي تحمل الثقل التخييلي للنصّ ووضعه في مقامٍ آخر.