بقدر ما عرف عن حضارة وادي الرافدين القديمة من ريادة في الإبداع وكثافة في الإنجاز ودقة في التوثيق، من خلال مئات الآلاف من النصوص الكتابية المكتشفة حتى الآن، تجزأت الدراسات الخاصة بأقوامها القديمة في العصر الحديث. وأخذت هذه الدراسات مناحي متعددة الاتجاهات محدودة النتائج. ويستغرب المرء من هذه الصورة التي تكونت عن الأقوام القديمة ودورها في تكوين هذه الحضارة التي ابتكرت البنى الأساسية اللازمة لتطور الحضارة الإنسانية، ووثقت جميع نواحي الحياة وشؤون البشر. وعلى تلك البنى شيدت مكونات وأضيفت منجزات تتالت حتى وصلت بالبشرية إلى عصرها الحديث.