يمثل كتابُ "فصل المقال ما بين الحكمة والشريعة من اتصال" للفيلسوف العربي ابن رشد، آخر أنشطة التفكير الفلسفي الجدي في المجال العربي في العصر الوسيط. بقدر ما كان الكتاب تقييماً لمسار التفكير العربي- الإسلامي في ذروة تأزمه وانسداداته، فإن الكتاب أيضاً يؤسس لأفق تفكير مختلف يوفر إمكانات جديدة لنشاط الفكر العربي. اختلف ابن رشد عمَّن سبقه من الفلاسفة العرب والمسلمين، بأنه لم يكن يهدف إلى التوفيق بين الفلسفة والوحي، أو إظهار الحاجة المتبادلة بينهما؛ بل تصدى لمشكلة التفكير نفسها، سواء أكانت داخل الدين أم خارجه.