ليس من المبالغة أن نقول: إن #الأزهر كان -وسيظل- "قلعة الاجتهاد والتجديد" في الإسلام على مدى تاريخ المسلمين، بعد عصر الأئمة الأربعة وأئمة المذاهب الفقهية الأخرى المعتبرة، وكان تراث المسلمين قد أشرف على الهلاك بعد ما ضاع على أيدي الغزاة بالأندلس في الغرب، وبعدما أحرقه التتار في الشرق، ولولا الأزهر لما كان هنالك ما يسمى الآن بالتراث العربي الإسلامي، وأرجو ألا تحملوا كلامي هذا على محمل الحديث عن الذات، أو الفخر بالانتساب إلى مؤسسة علمية عريقة كمؤسسة الأزهر الشريف، غير أن كلامي عن الأزهر الشريف -لأدنى ملابسة- لهو من قبيل الدفاع عن عظمة الماضين التي تتعرض اليوم لجرأة أناس لا يعرفون من هم هؤلاء الذين يجترئون عليهم، ولا يريدون أن يعرفوا، بعدما أغراهم زبد زائف زاحف من شواطئ بلاد لا تعرف ما رب العالمين، ولا تريد أن تعرفه.