في نهاية القرن الثامن عشر، وبينما كان الغرب يتهيأ لدفع "الأنوار" خارج الحدود التاريخية لأوروبا، تساءل شيلر عن السبب الذي جعل من أبناء عصره برابرة على نحو دائم. وبعده بعقود ثلاثة، كرَّر غوته، في حديثه إلى إيكرمان، المخاوف ذاتها، عندما تحدث عن الفنانين الألمان الذين قدموا إلى روما وفاخروا بازدراء أعمال رافائيل وتيتيان: "لقد كان نيبور على حق عندما تنبأ بعودة البربرية، ها نحن في قلب البربرية؛ ما قوام البربرية إن لم يكن، على وجه التحديد، ازدراء كل ما هو سامٍ وعظيم؟".