الهجوم الشامل من كل الجبهات
{ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ }
وعيد الشيطان الأول كان لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم وعيده الثانى كان ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
إزاى الوعيد ده ممكن يتفهم ؟
( التحرير والتنوير ) وَكَمَا ضُرِبَ الْمَثَلُ لِهَيْئَةِ الْحِرْصِ عَلَى الْإِغْوَاءِ بِالْقُعُودِ عَلَى الطَّرِيقِ،كَذَلِك مُثِّلَتْ هَيْئَةُ التَّوَسُّلِ إِلَى الْإِغْوَاءِ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ بِهَيْئَةِ الْبَاحِثِ الْحَرِيصِ عَلَى أَخْذِ الْعَدُوِّ إِذْ يَأْتِيهِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ حَتَّى يُصَادِفَ الْجِهَةَ الَّتِي يَتَمَكَّنُ فِيهَا مِنْ أَخْذِهِ، فَهُوَ يَأْتِيهِ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى تَخُورَ
( الظلال ) وهو مشهد حي شاخص متحرك لإطباق إبليس على البشر في محاولته الدائبة لإغوائهم
عن ابن عباس قوله: (ثم لآتينهم من بين أيديهم) ، يقول: أشككهم في آخرتهم = (ومن خلفهم) ، أرغبهم في دنياهم = (وعن أيمانهم) ، أشبِّه عليهم أمرَ دينهم = (وعن شمائلهم) ، أشَهِّي لهم المعاصي.
نقل عن شقيق بن إبراهيم رحمه
الله أنه قال: ما من صباح إلا ويأتيني الشيطان من الجهات الأربع، من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ، أما من بين يدي فيقول: لا تخف فإن الله غفور رحيم ، فاقرأ "
وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالحا" وأما من خلفي:
فيخوفني من وقوع أولادي في الفقر، فاقرأ "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا" وأما من قبل يميني: فيأتيني من قبل الثناء فاقرأ "والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ" 0وأما من قبل شمالي: فيأتيني من
قبل الشهوات فاقرأ
"وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ"الشيطان فقط لن يقعد للعباد الصالحين على الصراط ولكن سوف يبادر إليهم بالهجوم من كل الجهات !
على أية حال كل هذه الفهومات إجتهاد مفيد وأيضا نتيقن ان وعيد إبليس لآدم وذريته من بعده هذه المرة أنه مفيش خرم إبرة يجد منه منفذ إليك ليفسد عليك دينك إلا ونفذ منه فانتبه وسد عليه المنافذ بما جاء لك من القرآن والسنة ووصايا الصالحين من السابقين والمعاصرين وممن هم حولك ، أعاذنا الله من شره والى الوعيد الثالث بارك الله فيكم