ترتبط التحديات الأمنية بالمنطقة المغاربية ارتباطا قويا بحالة عدم الاستقرار السائدة في منطقة الساحل، حيث تواجه هاتين المنطقتين أزمات أمنية كبرى تُؤثر فيموازين القوة بشكل أصبح يؤثر مباشرة على الأجندة السياسية في منطقة الساحل التي تشهد ديناميات جديدة، تتعدي إلى دول شمال إفريقيا والاتحاد الأوروبي أيضًا ما يضع تحت المجهر التنافس الدولي وإعادة تشكيل التوازنات في المنطقة.

سنحاول خلال هذه الحلقة فهم الديناميات الجديدة لمنطقة الساحل من الجانب الهيكلي المتعلق بوظائف الدولة وإقرار الأمن، وكذا الجانب السياسي المتعلق بتحول المنطقة إلى بؤرة للإرهاب وهو الوضع الذي استقطب مزيدًا من التدخل الأجنبي، سواء التقليدي منه كما تمثله فرنسا والغرب، أو المستجد كما تمثله روسيا والصين، الشيء الذي يدفع النخب المحلية، سواء العسكرية أو المدنية، إلى إعادة النظر في حساباتها السابقة، بما في ذلك تحالفاتها التقليدية خصوصًا مع توافر بدائل أخرى.