من علامات الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند الحكم العطائيه وجود الزلل
قال شارح المجالس : العارفون قائمون بالله قد تولى الله أمرهم ، فإن ظهرت منهم طاعة لم يرجوا عليها ثوابا ، لأنهم لم يروا أنفسهم عمّالا لها،وان ظهرت منهم زلة فالدية على القاتل،لم يشاهدوا غيره في الشدة والرخاء ،قيامهم بالله،ونظرهم إليه ، وخوفهم هيبته ، ورجائهم الأنس به.
و أما غيرهم فبقوا مع نفوسهم في نسبة الأعمال و الأفعال إليها ، و طلب الحظ لها و عليها فاعتمدوا على أعمالهم و سكنوا إلى أحوالهم فإذا وقعوا في زلة نقص بذلك رجاؤهم كما أنهم إذا عملوا طاعة جعلوها من أعظم عُددهم و أقوى معتمدهم و حجبوا بتصرفهم بها عن رب الأرباب فمن وجد هذه العلامة في نفسه فليعرف منزلته و قدره و لا يتعدى طوره،فيدعي مقامات الخاصة من المقربين،وإنما هو من أصحاب عامة المسلمين.