في هذه الخطبة المؤثرة والعميقة، يقدم الشيخ عبد الحميد كشك درسًا رائعًا تحت عنوان "الأيام الصعبة في حياة النبي محمد - خطبة تبكي القلوب"، حيث يستعرض الشيخ المحن والابتلاءات التي مر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال مسيرته الدعوية، وكيف تحمل صلوات ربي وسلامه عليه أصعب الظروف بشجاعة وصبر لا مثيل لهما.
يبدأ الشيخ كشك الخطبة بالتذكير بمواقف صعبة مرت على النبي صلى الله عليه وسلم، مستعرضًا الأوقات التي عاشها في مكة، وما واجهه من تعذيب، وضغوط، وتهديدات من قريش. يروي الشيخ كيف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته في مكة وهو يواجه مقاومة شديدة من أهله وعشيرته، وكيف تعرض للسخرية والتهديد بالإيذاء الجسدي والمعنوي، لكنه استمر في دعوته بإيمان قوي وتصميم لا يعرف الاستسلام.
ثم يتناول الشيخ كشك حادثة "عام الحزن"، الذي فقد فيه النبي صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب، اللذين كانا من أعظم الداعمين له. في هذه اللحظات العصيبة، يجد النبي نفسه في صراع داخلي بين الحزن على فقدان من كانا يقفان إلى جانبه في أشد الأوقات صعوبة، والتمسك برسالته العظيمة التي لا يمكن أن تتوقف. من خلال هذه القصة، يظهر الشيخ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم تحمل هذا البلاء العظيم بشجاعة، ولم يَفْتُر عزمه رغم الحزن العميق الذي أحاط به.
يستعرض الشيخ أيضًا بعض اللحظات المؤلمة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم خلال دعوته في الطائف، عندما تعرض للأذى والضرب من أهل الطائف الذين رفضوا دعوته ورفضوا الاستماع إليه. يروي الشيخ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من هذه المواقف وهو أكثر إصرارًا على تبليغ رسالة الله، ورغم ما أصابه من جراح وألم، فإنه لم يتوقف عن الدعوة، بل تضرع إلى الله بالدعاء، معترفًا بضعفه وحاجته إلى عون الله.
الشيخ كشك يتطرق في خطبته أيضًا إلى معركة بدر، وما فيها من توتر وتحديات، حيث نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ليطمئنه ويشجعه على المضي قدمًا رغم قلة العدد والعتاد. يروي الشيخ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم صبر في هذه المعركة بكل قوة، ثم بعد ذلك يذكر صبره في معركة أحد وما لقيه من جراح وآلام، ثم في معركة الخندق وغيرها من المحن التي مر بها.
هذه الخطبة تركز على كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم مرور أشد الأيام وأصعب الظروف، كان دائمًا يثق في وعد الله ويعلم أن النصر في النهاية سيكون من عند الله، وأنه لن يخذله الله أبدًا. الشيخ كشك يُظهر في هذه الخطبة كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة عظيمة في الصبر، والتحمل، والإيمان، مما يجعل هذه الخطبة تبكي القلوب وتدعو المؤمنين إلى التأمل في حياتهم الخاصة، وكيف يمكنهم أن يتعلموا من صبر وثبات النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة الشدائد.
يختتم الشيخ كشك خطبته بتوجيه نصيحة للمسلمين، داعيًا إياهم إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في صبره على البلاء، والتمسك بالإيمان والثقة بالله في الأوقات الصعبة. كما يحثهم على أن يستعينوا بالله في مواجهة التحديات، وأن يتذكروا دائمًا أن الفرج آتٍ بعد الضيق، وأن الله مع الصابرين.