في هذه الخطبة القوية التي تعد من أبرز خطب الشيخ عبد الحميد كشك، يقدم الشيخ ما يشبه "محاكمة" رمزية لإبليس، حيث يعرض أعماله وأساليبه في إغواء البشر، ويرسم صورة بليغة عن الصراع الأبدي بين الخير والشر. بأسلوبه الفريد والجذاب، يسلط الشيخ كشك الضوء على حيل إبليس في إغواء بني آدم ووسائل الإغراء والتضليل التي يستخدمها لإبعادهم عن طريق الله. هذه الخطبة ليست مجرد قصة عن إبليس، بل هي دعوة مفتوحة للمسلمين لليقظة والتقوى.
يبدأ الشيخ كشك بتصوير مشهد المحاكمة وكأن إبليس حاضر في مجلس القضاء الإلهي، ويستعرض جرائمه واحدة تلو الأخرى، مما يجعل الخطبة مليئة بالحماس والتشويق. يبيّن الشيخ كيف أن إبليس أقسم على إغواء البشر كافة منذ خلق آدم، ويكشف عن طرقه الخبيثة التي يتخذها للتسلل إلى نفوس الناس، مثل الوسوسة، والغرور، والشهوات، والكبرياء. يبرز الشيخ كشك الآثار السلبية لهذه الوسائل على الروح الإنسانية، وكيف أن إبليس يسعى دائمًا لإفساد العلاقة بين العبد وربه.
يستشهد الشيخ كشك بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية تسلط الضوء على خطورة الشيطان وأساليبه في التغرير بالناس، ويركز على ضرورة التمسك بالإيمان والتحصن بذكر الله لمقاومة الإغواء الشيطاني. كما يستعرض الشيخ كشك الأساليب التي يستطيع المؤمن من خلالها أن يتجنب الوقوع في فخ إبليس، مثل الصلاة، وقراءة القرآن، والصبر، والزهد في الدنيا.
الخطبة مليئة بالمواعظ والنصائح العملية، حيث يقدم الشيخ كشك نصائح لكيفية حماية النفس من الشيطان، ويحث المستمعين على أن يكونوا دائمًا في يقظة روحية مستمرة. بأسلوبه الحماسي ونبرته العميقة، يجعل الشيخ من هذه الخطبة درعًا روحانيًا يُعتمد عليه في مواجهة الشرور، ويدعو إلى أن تكون هذه "المحاكمة" درسًا وعبرة لكل مسلم ليتعلم كيف يقف في وجه الإغواء، ويدرك أن الشيطان عدو لا يمل ولا يكل، وأن على المؤمن أن يظل ثابتًا على الطاعة ليكون من الناجين.