في هذه الخطبة الملحمية، يستعرض الشيخ عبد الحميد كشك موضوع "صراع الحق والباطل" بأسلوبه القوي الذي يجمع بين الوضوح والحماسة، ليأخذ المستمعين في رحلة إيمانية حول الصراع الأبدي بين الخير والشر. يستعرض الشيخ كشك هذا الصراع من منظور قرآني وتاريخي، مظهرًا كيف واجه الأنبياء والصالحون تحديات كبرى دفاعًا عن الحق، وكيف أن الباطل دائمًا يحاول طمس الحق ولكنه لا ينتصر أبدًا، لأن الله ناصر الحق وأهله.

يبدأ الشيخ كشك الخطبة بتوضيح أن الصراع بين الحق والباطل هو سنة كونية، ويستشهد بآيات من القرآن الكريم تبيّن أن الله قد وعد بنصر المؤمنين، مهما طال زمن الباطل أو عظم جبروته. يستعرض الشيخ نماذج من قصص الأنبياء، مثل قصة موسى عليه السلام في مواجهة فرعون، وقصة النبي محمد ﷺ في صراعه ضد قوى الكفر والظلم، مما يظهر ثبات المؤمنين على الحق رغم التحديات والصعاب.

في تحليله للصراع، يوضح الشيخ كشك أن الباطل قد يأتي بطرق خادعة ومتنوعة، لكن الحق يظل ثابتًا، وأن المؤمن يجب أن يكون قويًا وصامدًا أمام الإغراءات والتحديات التي قد يواجهها. بأسلوبه العاطفي القوي، يشجع الشيخ المسلمين على التمسك بالحق والصبر على الابتلاءات، مذكرًا بأن النصر يأتي من عند الله مهما اشتدت قوة الأعداء.

يتطرق الشيخ كشك أيضًا إلى واقع الأمة الإسلامية، ويدعو المسلمين إلى عدم اليأس من الواقع مهما كان صعبًا، مشيرًا إلى أن النصر هو وعد إلهي لعباده الصالحين، وأن عليهم أن يكونوا متحدين وصامدين أمام كل المحاولات التي تهدف إلى تفرقتهم أو إضعافهم. يستشهد بأمثلة من التاريخ الإسلامي عن انتصارات المسلمين في أوقات الشدة والضعف، مما يعطي المستمعين دفعة قوية من الأمل والإيمان بأن الله ناصرهم مهما طال الزمن.

الخطبة مليئة بالدروس والنصائح العملية لكيفية الوقوف في وجه الباطل، مع تذكير المستمعين بأهمية التمسك بالأخلاق والقيم الإسلامية التي تمثل جوهر الحق. بأسلوبه الحماسي، يخلق الشيخ كشك جواً من التفاؤل والحماسة، ويدعو كل مسلم أن يكون جنديًا للحق في كل ميدان من ميادين الحياة، ويؤكد أن نهاية الصراع محسومة لصالح الحق، لأن الله هو الحق وناصره.

هذه الخطبة العميقة والمحفزة تترك المستمعين بحالة من الإيمان العميق بأنهم جزء من صراع أبدي، وأن دورهم كمسلمين هو التمسك بدينهم وأخلاقهم ليكونوا دائمًا في صف الحق، مما يجعلهم أقوياء في مواجهة أي تحدٍ أو محنة.