راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢ إلى ٨ مايو ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- في الذكرى الحادية عشرة لقتل أسامة بن لادن، الظواهري يبعث رسالة مرتبكة
- ذمّا في الجولاني، معارضوه يشككون في شهادات مسؤولي القاعدة عن عدم علم الملا عمر بهجمات سبتمر!
- بعد إقرار حكومة طالبان خطة لفرض ”الحجاب،“ أفغانيات يقلن: الحجاب ليس مشكلة! هل سيفتح طالبان المدارس والأعمال أمامنا؟
وضيف الأسبوع، الدكتور عمر العبيدلي، رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينية، والأستاذ المنتسب إلى جامعة جورج ميسن الأمريكية. يحدثنا عن "هل الحرمان الاقتصادي سبب من أسباب الإرهاب؟ وعن الأمن الغذائي في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
هل رثى الظواهري تنظيم القاعدة؟
في أسبوع العيد، نشرت السحاب الذراع الإعلامية لقيادة القاعدة المركزية مرئيتين لزعيم التنظيم أيمن الظواهري.
التسجيل الأول بعنوان ”كشمير وفلسطين - قصة تتكرر“ وهي اجترار لما قاله الظواهري سابقاً في الموضوع ، وخاصة الشعر الذي نظمه الرجل في الفيديو الأخير ”حرة الهند.“
التسجيل الثاني هو الأهم. إذ يبدو الأكثر مواكبة للأحداث من بين نشرته السحاب منذ سنوات. التسجيل بعنوان ”دعوة الإمام لأمة الإسلام،“ وهو بمثابة مرثية لأسامة بن لادن بمناسبة مرور أحد عشر عاماً على قتله في ٢ مايو ٢٠١١. الظواهري أشار كذلك إلى الحرب الروسية في أوكرانيا التي بدأت أواخر فبراير الماضي.
يسهب الظواهري في مدح بن لادن والتأكيد على أن الرجل كان يسعى إلى ”وحدة الأمة.“ لكن ثمة فِقرات غامضة في هذه الرسالة يصعب تفكيكها وإن كانت دلالاتها العامة مهمة بالنسبة لوضع التنظيم.
يقول الظواهري: ”وكثير مما يقال عن الشيخ أسامة - رحمه الله - وعن القاعدة وعني كذب. وسكوتنا ليس إقراراً له.“
ماذا يقصد الظواهري بهذا؟ هل يقصد غرور بن لادن وأخطاءه التي ورّثها التنظيم؟ هل يقصد عدم كفاءته هو نفسِه وقلةَ حيلته وإدارتِه؛ وتحويلَه السحاب إلى دار تنشر شعره وفلسفته؟
في موقع آخر، يقول الظواهري: ”كذلك نعلم أن البعض سيسعى للاستفادة من اية علاقة كانت له في يوم ما بالشيخ أسامة رحمه الله ولو من واسطة بعيدة ثم عندما يتحقق لهم بعض التمكن، أو تغريهم بعض المكاسب، ينقلبون على أعقابهم.“
من الذي انقلب على بن لادن؟ أفراد مثل أولئك الذين كانوا معنيين بإدارة ملايينه في السودان؟ أو الذين اعترضوا على تعيين الظواهري نائباً؟ أم جماعات انفصلت أو ستنفصل عن التنظيم؟ مثل طالبان؟
هذا الغموض فيه إجابة واحدة: التنظيم مهترئ. وما مدح الظواهري بن لادن إلا رثاءً للتنظيم نفسه.
في جزء آخر من هذه الرسالة، يناقض الظواهري نفسه. فيقول: ”ولكن مكرهم الأخطر هو سعيهم في تغييب وعي الأمة وطليعتها المجاهدة، حتى تنتشر بني المسلمين عامة والمجاهدين خاصة دعوات مخالفة للشريعة، مثل أن السلطة تنال بالغصب والتغلب والقهر والتفجير … ومثل إعانة المحتل العلماني على احتلال ديار المسلمين بحجة دفع أشد المفسدتين … ومثل التحاكم للدساتير العلمانية باسم التدرج.“
نقرأ هذا الكلام وفي بالنا ما كتبه الرجل من ”توجيهات عامة للعمل الجهادي“ في ٢٠١٣. وفيها يضع توجيهات ”من باب السياسة الشرعية التي تسعى في جلب المصالح ودرء المفاسد.“ ومنها ”عدم الاشتباك القتالي مع الأنظمة إلا إذا اضطررنا لذلك … وتهدئة الصراع مع الحكام المحليين …. وعدم مقاتلة الفرق المنحرفة مثل الروافض والإسماعيلية والقاديانية والصوفية المنحرفة ما لم تقاتل أهل السنة … وعدم التعرض للنصارى والسيخ والهندوس في البلاد الإسلامية وإذا حدث عدوانٌ مِنهم فيكُتفي بالرد على قدر العدوان.“
أقل ما يمكن أن يُقال هو أننا نفهم من هذا الكلام أن الرجل في ٢٠١٣، لا يقصد ولا يسعى إلى ”التمكين“ الذين يستدعي نقيض ”التدرج“ الذي ينتقده اليوم.
كما نستحضر وثيقة أخرى قد تناقض رسالة الظواهري هذه. في يناير ٢٠٢٠، نشرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية للقاعدة في غرب إفريقيا بزعامة إياد أغ غالي مطوية بعنوان ”الرد على شبهة أنكم لا تطبقون الشريعة؛“ وفيها رد على داعش الذي يدعي التمكين في نفس الجغرافيا.
كاتب الرد، أبو النعمان الشنقيطي، يعتبر أن ”تقديم الاشتغال بالجهاد ودفعَ العدو الصائل على غيره من إقامة الحدود ونحوهِ من الدين، هو عين الشريعة.“
يختم الظواهري رسالته هذه بأن يطلب من المتلقين ”ترجمة“ الكلمة إن رأوا فيها ”نفعاً“ وإلا فـ“النصح.“
كول بنزل الباحث في جامعتي ستانفورد وجورج واشنطن، ومحرر موقع (jihadica)، علّق على تويتر: ”لم أر من قبل أن ختم الظواهري بدعوة المشاهدين إلى ترجمة رسالته إلى لغات أخرى إن أعجبتهم … وكأني أخاله سيطلب تقييماً بخمس نجوم على iTunes.“
الدكتورة
See omnystudio.com/listener for privacy information.