يطغى على الاندماجِ الاجتماعيّ الوجهُ التلقائيُّ وغيرُ الرسميِّ، وتتداخلُ في تعزيزِهِ التنشئة الاجتماعيّة واللغةُ والمشتركُ الثقافيُّ والقيمُ المجتمعيّةُ والعملُ... إلخ. أمَّا المواطنةُ فتُفصحُ عن ذاتِها كرابطةٍ قانونيّةٍ تُنظّمها جملةٌ من الحقوقِ والواجباتِ، وهي رابطةٌ يغلبُ عليها الرسميّةُ وتُؤطِّرُ حقوقَ المواطنِ: المدنيّةَ والسياسيّةَ والاجتماعيّةَ والثقافيّةَ، وواجباتِهِ القانونيّةَ. لكن، وعلى الرغمِ من هذا التمايزِ الظاهرِ بينهما، فإنَّ المواطنةَ والاندماجَ على درجةٍ عاليةٍ من التواشجِ والتكاملِ؛ إذْ يسعيانِ إلى الغايةِ عينِها: تعزيزِ تماسكِ الدَّولة ولحمةِ مجتمعِها، وهي غايةُ الغاياتِ في أيِّ اجتماعٍ سياسيّ. وما تكون المواطنونَ غير الحقيقةِ السوسيولوجيَّةِ للدولةِ؟ بكلمة أخرى، الدَّولة هي المجتمع المدنيُّ حين تتجسَّد في صورتها السوسيولوجيَّة.