الاستيلاء غير القانوني على الأراضي، أو الاعتداءُ عليها في الأرياف، بدوافعَ انتقاميةٍ، أو لأهدافٍ تتعلّق باستعراض القوة وتوظيفها لمصالحَ شخصيةٍ، أو استغلالًا ربما لفراغٍ أمنيّ في بعض المناطق، قضيةٌ تُتداول بين السوريين في السرّ وأحيانًا تخرج إلى العلن، بين من يُنكر وجودها أصلًا، ومن يوظّفها لخدمة أجندات تفتيتية، بين من يتضامن مع فئةٍ من الضحايا ويُغفل آخرين، ومن يتهم طائفةً أو قبيلةً بأكملها، يبدو المجتمع السوري متشظيًا إلى عدد من المظلوميّات المتناحرة، وغارقًا في مستنقعِ الوصمات الهوياتية، التي كرّستْها سياساتُ البعث لعقود، ويُعاد اليوم إنتاجُها، أحيانًا بأدواتِ المجتمع نفسه. فكيف نُعيد بناءَ عقدٍ اجتماعيٍّ يشمل الجميعَ؟ وما مسؤوليةُ السلطةِ القائمةِ في مأسسةِ شبكةٍ جديدةٍ من الثقة، بين المواطن والدولة، باعتبارها الضامنَ الوحيدَ للحقوق؟ السؤالُ الأخير، حاولنا طرحَه على مصدرٍ حكومي، لكننا لم نتلقّ ردًا. في هذه الحلقة، وثّقنا شهاداتٍ من ريف منطقتي سلمية في محافظة حماة، وأريحا في محافظة إدلب، وكان لنا لقاءٌ مع الدكتورة هدى الزين، الحاصلةٍ على دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة فرايبورغ، والمحاضرةِ في جامعة كولونيا.