من بين الوظائف العدَّة التي انتدب فلاسفة الإسلام أنفسهم، للنهوض بها في الفضاء الثقافي الذي عاشوا فيه، ثمة ثلاث وظائف أساسية: أولاها "الوظيفة التقريبية"؛ وقد تمثلت في تعريب مباحث الفلسفة الإغريقية، بالأولى، وتقريبها بدءاً من مظانها التي استطاعوا الوصول إليها إلى قارئ عربي مسلم لا عهد له بها. وثانيتها؛ "الوظيفة التقريرية"؛ وقد قامت على "تقرير" هؤلاء الفلاسفة والعلماء لأطاريحهم الجوهرية من بنات أفكارهم التي نهضوا للدفاع عنها؛ شأن دعوى الفارابي بخصوص الصلة بين الملة والفلسفة، أو دعوى ابن رشد في شأن الاتصال بين الحكمة والشريعة.