في أغلب تواريخ الأديان، تدور المرحلةُ الأولى حول شخصية المؤسس للدين، وحول مجموعة من الأتباع؛ حوله أو بعده، وهم الذين يتولون مهمةَ الدعوة للدين ونشره بين الناس. أما التاريخ الرسمي للدين الإسلامي، فهو تاريخ دون دعاة؛ فهو ينتقل مباشرةً من النبي المؤسس إلى المحاربين المنتصرين. وتقتصر الدعوة في مرحلته التأسيسية، حسب الرواية السائدة، في العبارة المعروفة والمتكررة: "أسلم تسلم". لكن، كيف يمكن للناس أن يسلموا إذا لم يعرض عليهم الدين ويتجادلوا فيه ويقتنعوا به؟ من هنا استقرت فكرة الإسلام ديانة حربية، أو ديانة المحاربين كما قال ماكس فيبر.