كتاب عقول مشبوهة

 لماذا نؤمن بنظريات المؤامرة؟

روب براذرتون

الفكرة العامة تتمحور حول فهم السبب الذي يدفع الناس إلى الإيمان بنظريات المؤامرة، وتفسير الأسباب النفسية والاجتماعية التي تجعل عقول البشر تميل إلى تصديق الأفكار التي قد تبدو غير منطقية أو مبنية على الشك والريبة. يستعرض الكاتب كيف أن الإيمان بنظريات المؤامرة ليس بالضرورة مرتبطًا بالجهل أو قلة المعرفة، بل هو سمة نفسية معقدة، قد تكون ناتجة عن طريقة عمل الدماغ البشري وميوله لتكوين الأنماط والشعور بالسيطرة على العالم المحيط. يوضح بروذرتون أن البشر يميلون، بفطرتهم، إلى تفسير الأحداث بطرق تجعلهم يشعرون بأنهم يملكون المعلومات الكاملة، حتى لو كانت تلك التفسيرات تحمل طابعًا نظريًا غير مثبت. يتناول الكتاب أيضًا كيفية تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة على انتشار نظريات المؤامرة، ودور البيئة الاجتماعية والثقافية في تشكيل عقول الأفراد بحيث تصبح أكثر عرضة لتصديق مثل هذه النظريات، خاصة في أوقات الأزمات أو الحروب أو الكوارث. ببساطة، يمكن اعتبار الكتاب دراسة عميقة لسيكولوجيا المؤامرة، وفحصًا لأسباب وعواقب الإيمان بالنظريات التي تجعلنا نرى العالم من زاوية غير تقليدية ومليئة بالشكوك.

نظرياتُ المؤامرة تَشيع في كل مكان وتُنسَج حول مُختلِف الأحداث، ويسعى أصحابها دومًا لتسليط الضوء على مؤامراتٍ مزعومةٍ تُحاك خلف الأبواب المغلقة. يرى هؤلاء أن العالَم في خطر، ويُفسِّرون حتى أبسط الأشياء بأنها دلائلُ على مؤامرةٍ خبيثة. والكِتاب الذي بين أيدينا يَفحص هذا السلوك من المنظور السيكولوجي، فيستكشف الأسبابَ التي تدفع الناسَ إلى الانخراط في التفكير في المؤامرات، وتداعيات ذلك على المجتمع، كما يَسبر أغوارَ جنون الارتياب الذي يَستحوذ على البعض ويُسقِطهم في شَرَك هذا النوع من التفكير. ويَدعم الكاتبُ ما يطرحه من أفكارٍ بأمثلةٍ كثيرة من مُختلِف مناحي الحياة، ويتناولها بالتحليل والبحث، ليكشفَ لنا زيفَ الكثير من المؤامرات التي يزعمها أصحابُ نظريات المؤامرة. ومن بين تلك الأمثلة نظرياتُ المؤامرة التي حِيكت حول حريق روما وهُوِية المتسبِّبين فيه، واغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق «جون كينيدي»، واللَّقاحات وما يترتَّب عليها من آثارٍ سلبية، وهجمات الحادي عشر من سبتمبر. ويَعرض المؤلِّف جانبًا من وجهات نظر المؤيدين لنظريات المؤامرة والآراء الداحضة لها. كلُّ هذا وأكثر ستقرؤه في هذا الكتاب الرائع.

استمع إلى المزيد عبر موقعنا الرسمي:
www.podcastrecord.co

Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.