» لم تكن بدايات "براون" تسير على نحو طيب أبداً، فقد وُلد وعاش طفولته بسكن متواضع داخل أحد المباني المهجورة بمدينة ميامي الأمريكية، ولازمته الصعوبات لفترة طويلة من الزمن.
على المستوى التعليمي، كان "لس" طالباً متعثراً في دراسته منذ الصغر، حتى وصل الأمر إلى أنه عرف كطالب "متخلف عقلياً قابل للتعلم" بناءً على تصنيف خبراء التقييم الطلابي بالمدرسة، وتم إنزاله خلال سنوات الدراسة من الصف السادس إلى الصف الخامس.
وما زاد الطين بلة، وجود أخيه التوأم، والذي كان على العكس تماماً، ذكياً وموهوباً، ما جعل زملاءهم بالمدرسة يشيرون إلى "لس" في حديثهم بأنه "الشقيق التوأم المعتوه".
"متخلف"، "معتوه"، ظروف قاسية وسخرية تحيط به من كل جانب، ربما هي الظروف المثالية لكتابة قصة فشل أخرى، ولكن قصة "لس براون" بأكملها سوف تأخذ منحى آخر على يد معلمه بالصف، حينما طلب منه أثناء حصة دراسية القيام بحل معادلة كتبها على السبورة، فرفض "لس" وأخبره بأنه لا يستطيع، فجاء رد المعلم محمساً إياه "بالطبع تقدر، أيها الفتى تعال إلى هنا وقم بحل هذه المعادلة من أجلي".
جاء رد "براون" صادماً حينما قال لمعلمه: "لا أستطيع، فأنا متخلف عقلياً قابل للتعلم"، ووسط انفجار طلاب الصف بالضحك بعد تلك الكلمات، نهض المعلم من مقعده ونظر إلى "لس" بجدية مخاطباً إياه "لا تقل هذا مجدداً أبداً، رأي الآخرين فيك لا يجب أن يكتب واقعك".
كانت تلك الكلمات بمثابة طوق النجاة للفتي البائس، تغيرت نظرته للأمور، وبدأت ثقته بنفسه تزداد، قاوم الصعاب وطارد أحلامه بحماسة وشغف حتى أصبح أحد أعظم محاضري التنمية البشرية وتحفيز الذات في العالم، ويرجع الفضل لكلمات معلمه المؤثرة، تلك الكلمات التي أيقظت بداخله قوى لم يكن يعلم يوماً أنه يملكها، ليقترن اسم "لس براون" بعد ذلك بجملته الأشهر عالمياً "العظمة تكمن بداخلك".