بين الروح والجسد نزال عنيف

فكل تضخُّم في الجسد يكون على حساب الروح

وكل سمو في الروح يكون على حساب تخفف الجسد من الأثقال

وجاءت المادة لتصهر الإنسان

لتقهر الإنسان

لتجذبه بأنوار المدينة

فَثَم إذا وقع بين براثنها قالت: هَيْت لك، وهو بطبيعة الحال ليس بيوسف؟!

إذا كنت تبذل الجهود الكبيرة

وتستغرق الأوقات الكثيرة

وتعاني من شح النتائج

فارجع للوراء خطوتين

وقس المسافة بين الجهد والنتائج

وكبر العدسة أكثر وأكثر وقربها من عينك لتنظر بصورة واضحة

وأعد بناية المشروع مجددا باستراتيجية بيِّنة المعالم

أعد قراءة أهدافك الحقيقية ففي كثير من الأحيان نصبح ونمسي وننخرط في أعمال كثيرة تظهرنا بمظهر القائم بجلائل الأعمال بينما لو قربت العدسة أكثر لرأيت أنك تلهث في دائرة مفرغة من المهام الروتينية والتي لا تقربك من أهدافك الحقيقية في الحياة بل قد تبعدك عنها

العلوم والمعارف اليوم في حالة من التقارب والتداخل لم يشهدها الوعاء العلمي من قبل إلا في بواكير نشؤها، فلا بد من التعرف على العلوم المقاربة لمجالك والتي تحتاجها أحياناً في بحثك ولن تتمكن من الإضافة الحقيقية للعلم الذي تدرسه إلا بإطلالة على العلوم المساعدة الأخرى

إذا كنت ترغب في بناء رأس مال، أو الاستثمار، أو الادخار، أو الحرية المالية فهذه الحلقة تجمع شيئاً من كل هذه الأفكار، فطريق الحرية المالية يبدأ بالتعليم المالي الصحيح

لا تجعل السعادة مكافأة تأتي بعد قيام الشركة على أقدامها، أو بعد أن يبدأ المشروع بدعم نفسه، أو غير ذلك من الأوهام

فالذي ينشغل عن أسرته وعن صحته وعن رياضته وعن قراءته وتنمية عقله في الكدح وجمع الدراهم ليحصل على مكافأة السعادة في الحلقة الأخيرة واهم

وإنما تراعي الأسرة والصحة والعقل في أثناء بذل الجهد التجاري

لتتكامل النجاحات في أعمار متساوية

وكم رأينا من كبار السن البائسين جمعوا المال على حساب الأسرة والصحة والعقل فأصبحوا

"تجوري متحرك".

في هذه الحلقة من بودكاست عقل وروح نتوقف عند ظاهرة الاستهلاك العشوائي:

من تلاعب الشركات بعمر المنتجات، إلى إدمان التسوق والتكنولوجيا.

من تأثير النزعة الفردانية والدعاية المضللة، إلى الماضي المؤلم الذي يتحول إلى دافع للشراء.

نفتح ملف الاستهلاك كظاهرة نفسية واقتصادية وروحية، ثم نطرح سؤالًا جوهريًا:

هل الاستهلاك العشوائي مجرد عادة… أم صورة من صور الإدمان؟

وكيف يمكننا أن نرشد استهلاكنا ليصبح وسيلة للاتزان لا بابًا للاضطراب؟

في هذه الحلقة من سلسلة #قناديل_الروح

الاعتماد والنيابة، والحسب والكفاية، لا يكتملان إلا بالتوكل عليه.

الوكلاء من البشر لا يعرفون ما في قلبك، وقد يقفون معك حينًا ويغيبون حينًا.

الوكيل لا يموت، ولا يعجز، ولا يخطئ التدبير، وهو الكافي لكل من توكل عليه.

هو الذي يأذن، ويكوِّن، ويدبر الأمر بحكمة مطلقة.

التوكل عليه يبدد القلق، ويجبر الكسر، ويجمع القلب، ويملأ النفس سكينة.

الحياة مع التوكل حياة أخرى، بطعمٍ مختلف، وطمأنينة لا تنقطع.

تواكب الاستهلاك العشوائي مع "الأنانية/الفردية"

ولا أدري هل العلاقة بينهما سببية ، أم أنهما نتيجة عوامل أخرى؟!

إن هناك رغبة ملحة على الشاب وهي أن يصرخ بأعلى صوته:

أنا حر لا يحق لأحد التدخل في شؤوني الخاصة!!

وبالفعل ظفر كثير من الشباب العولمي بالاستقلالية التامة في الخيارات والسكن، وطريقة اللباس، وأسلوب الحياة، ومشارب التفكير

وانزوى الآباء خلف رعشات أيديهم التي تودع في كل حقبة ابنًا خرج عن قلعة التقاليد وإحاطة الوالد التامة.

منظومة العولمة فتخلق للأفراد العديد من الحاجات تقنعهم بأهميتها في حياتهم

ليأتي السوق مرة أخرى ، ويلقي في روعهم بأن هذه الأشياء باتت عتيقة ، وأن مدة صلاحيتها قد انتهت

ليعودوا إليه مرة أخرى في سلسلة من الاستهلاك يرى الإنسان أنها الحياة ، وهكذا يجب عليه أن يقطعها

ومن هنا صرخت "باسكال بروكنر":

((لقد كان من المؤمل أن يخلصنا الاقتصاد من الحاجة فمن يخلصنا من الاقتصاد))؟!

العطاء سمة الإنسان

فبما أنك إنسان فمن المنتظر أن تحب العطاء

عطاء نفسك وعطاء غير

تحب أن تعطي

وتحب أن تأخذ

وتود لو توازنت في ذلك

فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، والاجتماع يقتضي تبادل المنافع، بمقابل أو من دون مقابل، وبمقابل مباشر وبمقابل غير مباشر، وبمقابل مادي وبمقابل معنوي

لا تأخذ حتى تعطي، ولن تعطي حتى تأخذ

ولن تستقر حتى تتوازن في العطاء

ولن تتوازن في العطاء حتى تحب الناس

ولن تحب الناس حتى تحب نفسك.