والمبين كاسم من أسماء الله عز وجل له عدة معاني منها : أنه عز وجل المنفرد بوصفه المغاير لخلقه في الصفات والأسماء والأفعال, ومنها أنه سبحانه المبين لعباده سبيل الرشاد الموضح لهم الأعمال الصالحة التي ينالون بها الثواب العظيم, والأعمال السيئة التي ينالون عليها العقاب, قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ)[التوبة: 115], أي ما كان الله ليصرف الهداية عن قوم ويكتب لهم الضلال أو يتركهم ضالين, جاهلين بأمور دينهم, إلا بعد أن يبين لهم ما يجب اتقاؤه من الأقوال والأفعال، ومن معاني اسمه "المبين" -كذلك - أنه سبحانه البَيِّنُ أمرُه في الوحدانية, فهو الإله الحقّ المُبِين لا شريك له، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 62], فهو الواحد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وله الأسماء الحسنى والصفات العلا، وله الجلال والجمال والكمال.
ورد اسم الله المبين في القرآن في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) [النور: 25], ولم يُذكر اسم الله المبين في القرآن الكريم سوى في هذا الموضع، إلا أن هذا اللفظ ورد وصفاً وصف الله به أموراً في نصوص كثيرة