
Sign up to save your podcasts
Or
أصل الحكْم: المنع، ومنه حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل من السفاهة، ومنه الحكم؛ لأنه يمنع الخصمين من التعدي.
والحَكم من صيغ المبالغة وهو اسم فاعل بمعنى حاكم، قال تعال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف: 40], وحكَّمه في الشيء: إذا جعل الحكم إليه.
والحَكم -سبحانه-: هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والحكم –سبحانه-: هو المجازي كل نفس بما عملت، وهو -سبحانه-: حَكمٌ يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميِّز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، يحكم في خلقه حكماً إلزامياً لا يرد، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41].
والله -جل جلاله- هو الذي يحكم في خلقه بما أراد؛ لأنه لا يحتاج لشاهد، بل -سبحانه- يعلم كل شيء، فلا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى, لذلك فحكمه الحق والعدل، قال -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]؛ فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره -سبحانه-.
وهو -سبحانه- الحَكَمُ بين عباده, المظهر الحق من الباطل, المنتصف للمظلوم من الظالم, لا يقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب, حكم على القلوب بالرضا والقناعة, وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].
والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة.
4.5
66 ratings
أصل الحكْم: المنع، ومنه حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل من السفاهة، ومنه الحكم؛ لأنه يمنع الخصمين من التعدي.
والحَكم من صيغ المبالغة وهو اسم فاعل بمعنى حاكم، قال تعال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف: 40], وحكَّمه في الشيء: إذا جعل الحكم إليه.
والحَكم -سبحانه-: هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والحكم –سبحانه-: هو المجازي كل نفس بما عملت، وهو -سبحانه-: حَكمٌ يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميِّز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، يحكم في خلقه حكماً إلزامياً لا يرد، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41].
والله -جل جلاله- هو الذي يحكم في خلقه بما أراد؛ لأنه لا يحتاج لشاهد، بل -سبحانه- يعلم كل شيء، فلا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى, لذلك فحكمه الحق والعدل، قال -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]؛ فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره -سبحانه-.
وهو -سبحانه- الحَكَمُ بين عباده, المظهر الحق من الباطل, المنتصف للمظلوم من الظالم, لا يقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب, حكم على القلوب بالرضا والقناعة, وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].
والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة.
27 Listeners
2 Listeners
23 Listeners