الملك القادر على التصرف استقلالاً، الذي يملك القدرة على التصرف استقلالاً هو الملك، لا يرجع إلى أية جهة، ولا يحتاج إلى أية جهة، فعّال لما يريد، القدرة على التصرف من أسماء الذات، والمتصرف استقلالاً من أسماء الأفعال، وقد ورد في الأثر القدسي: أنا ملك الملوك ومالك الملوك، قلوب الملوك في يدي، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن عصوني حولتها عليهم بالسخطة والنقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، وادعوا لهم بالصلاح، فإن صلاحهم من صلاحكم.
ليس من مالك إلا الله
على وجه الحقيقة: ليس من مالك حقيقي لكل شيء إلا الله، أما حينما تقول: هذا البيت في ملكي، هذا ملك مجازي، أما على الحقيقة فليس من مالكٍ إلا الله، ] قُلِ اللَّهُمَّ مَاِلكَ المُلْكِ [، كل شيء يُملك مالكه الله عز وجل، هذه الحقيقة عبّر عنها أعرابي ببلاغة ما بعدها بلاغة، كان معه قطيع من الإبل، سئل: لمن هذه الإبل ؟ قال: لله في يدي.
بيتك الذي تسكنه لله في يدك، ومركبتك التي تركبها لله في يدك، ومالك الذي في خزانتك لله في يدك، ويدك على كل شيء يد الأمانة، وليست يد الملكية