
Sign up to save your podcasts
Or
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه".
يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة".
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].
إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.
4.5
66 ratings
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه".
يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة".
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].
إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.
27 Listeners
2 Listeners
23 Listeners