تذكرة عودة

يعد مشروع "ليبنسبورن" أو "ينبوع الحياة" باللغة الألمانية، أحد المشاريع الأكثر سرية للنظام النازي، برنامج كان يهدف إلى إنجاب أطفال مثاليين "آريين" من وجهة النظر النازية. كان هاينريش هيملر، رئيس قوات الأمن الخاصة، هو الذي أطلق هذا البرنامج، وأنشأ شبكة من دور الحضانة يمكن للنساء الحوامل من قبل أحد أعضاء قوات الأمن الخاصة الذهاب إليها للعيش في الأشهر الأخيرة من حملهن. توقف مشروع "ليبنسبورن" بعد سقوط الرايخ الثالث، لكن خلال عشر سنوات وُلد حوالي 20 ألف طفل في أجنحة الولادة النازية. أطفال يشكلون حتى الآن، الفئة الأخيرة من ضحايا النازية التي لم تحصل على أي اعتراف رسمي. 

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 فاز جو بايدن بولاية أريزونا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفارق ضئيل. وتعدّ هذه إحدى المرات النادرة في التاريخ التي مالت فيها الولاية لصالح الديمقراطيين. هذه النتيجة تعرضت للطعن الفوري من أنصار دونالد ترامب.  حاول الجمهوريون في أريزونا ومحامو المرشح إلغاء التصويت أمام القضاء، مستندين إلى مزاعم بوجود مخالفات. في النهاية ، رفضت المحاكم جميع هذه الإجراءات. مع ذلك، لم يتراجع أنصار دونالد ترامب، واستمروا في التشكيك بنتيجة الانتخابات، مؤكدين أن النصر سُلب من  ترامب. لهذا، ستجري الانتخابات هذا العام تحت رقابة صارمة، وستتضاعف إجراءات الأمن لتجنب أدنى شبهة بالغش. 

كان يحكم غينيا كوناكري لمدة ربع قرن. أحمد سيكو توري، وجه غينيا منذ نيلها الاستقلال عام 1958 وحتى وفاته عام 1984. كان رئيس أول دولة في أفريقيا جنوب الصحراء تحصل على الاستقلال عن فرنسا، وكان شخصية عظيمة في القارة الأفريقية نتيجة الدور الذي لعبه في وحدتها وإنهاء الاستعمار، أما في بلاده فكان سيكو توري يطارد معارضيه بلا رحمة. منظمة العفو الدولية تقدر أن خمسين ألف شخص قتلوا خلال 25 عامًا كان خلالها على رأس السلطة.  بعد مرور أربعين عامًا على وفاته، تذكرة عودة تقلنا إلى غينيا كوناكري. "سيكو توري، حرب الذكريات" تقرير لفرانس24 ــ سارة ساخو وسيمون مارتان، أعده إلى العربية كمال البني.

واحدة من أكثر حالات الاختفاء لمجموعة من الأشخاص غموضا ورعبا في العالم. مرت عشر سنوات على اختفاء 43 طالبا مكسيكيا في 26 سبتمبر/أيلول 2014 في ولاية غيريرو. أطلق ضباط الشرطة النار على حافلات تقل طلابا من مدرسة أيوتزينابا. وفي خضم الفوضى التي سادت الحدث، قُتل 6 أشخاص، من بينهم 3 طلاب، بينما اقتادت الشرطة 43 طالبًا بالتعاون مع عصابة محلية. وبعد مرور عشر سنوات، جميع التحقيقات لمعرفة حقيقة ما حدث كانت فاشلة في بلد يعاني من الفساد. تم توجيه الاتهام إلى العديد من أفراد الشرطة والجيش وكذلك إلى كبار المسؤولين بارتكاب جرائم. أقارب المختفين يعتقدون أن هناك عملية تستر وأن الجيش فعل كل ما في وسعه لإخفاء أي تورط له في القضية. فريق فرانس24 أعاد إثارة قضية هؤلاء المفقودين في هذا العدد من "تذكرة عودة".

في 24 من شباط/ فبراير2022 قامت روسيا بغزو جارتها أوكرانيا. ولكن في حقيقة الأمر فإن الحرب كانت قد بدأت قبل عشرة أعوام. ففي شباط/ فبراير من عام 2014. كانت سلوفيانسك هي المحور الأول لحرب روسيا في دونباس. هذه المدنية كانت من أولى  المناطق التي احتلتها روسيا ، ثم حررتها أوكرانيا في 5 من تموز/ يوليو 2014. إلا أن جزءا كبيرا من الدونباس ظل تحت الاحتلال الروسي. اليوم يضع الكرملين نصب عينيه احتلال سلوفيانسك وتعلن روسيا بوضوح رغبتها في ضم المنطقة بأكملها. فهل أصبحت مدينة سلوفيانسك الوجهة التالية؟

بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، بقي الأرخبيل تحت الاحتلال الأمريكي لسبع سنوات. العلاقات بين جنود أمريكيين ونساء يابانيات أثمرت عن أطفال هجينين. في اللغة اليابانية يطلق عليهم اسم "الكونك تسوجي أو "أبناء الدم المختلط". إلا أن عددا كبيرا من الجنود الأميركيين غادر اليابان تاركا وراءه نساء حوامل وأمهات عازبات. أصبح مصيرهن التهميش والرفض من قبل المجتمع. بعد مرور نحو ثمانين عاما صحافيو فرانس24 التقوا هؤلاء الأيتام الأمريكيين من أصل ياباني الذين لديهم تاريخ مؤلم. 

"ثورة القرنفل" في البرتغال، انقلاب وضع نهاية لأطول حكم دكتاتوري عرفته أوروبا. كان ذلك في  25 من نيسان/ أبريل من عام1974، عندما أطلقت مجموعة من 200 جندي من الرتب الصغيرة في الجيش عملية للاستيلاء على النقاط الاستراتيجية والأساسية في البرتغال، وسرعان ما انضم إليها الشعب ووضع المتظاهرون والجنود أزهار القرنفل في فوهات البنادق والدبابات، لتجد بذلك "ثورة القرنفل" رمزها. هذه الثورة التي أطاحت بنظام استبدادي استمر لـ48 عاما ألهمت بلدان أخرى في أوروبا وفي أفريقيا أيضا. ولكن بعد 50 عاما، حزب تشيغا الشعبوي والمعادي للأجانب حقق فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية في آذار/ مارس الفائت، ليصبح خلال خمسة أعوام فقط القوةَ الثالثة في البلاد. فما الذي تبقى اليوم من إرث عام 1974؟ 

قبل ستين عاما، في مطلع نيسان/ أبريل من عام 1964 أطاح كاستلو برانكو بالجمهورية الرابعة وأصبح رئيسا للبرازيل. علق الدستور وانفرد بكامل الصلاحيات التنفيذية. تلاه أربعة أشخاص من المؤسسة العسكرية على رأس البلاد إلى أن تم تنظيم انتخابات في عام 1985. بعد 27 عاما، تكونت "لجنة الحقيقة" المكلفة بالتحقيق في جرائم الحقبة الديكتاتورية. تحت ولاية الرئيسة ديلما روسيف التي تعرضت هي شخصيا للتعذيب خلال النظام السابق. واستطاعت "لجنة الحقيقة" تقديم الدلائل على مقتل واختفاء 434 شخصا. إلا أنه خلال السنوات الـ21 للحقبة العسكرية قُتِل أكثر من 8 آلاف من السكان الأصليين. وتم تعذيب 20 ألف شخص على الأقل. إلى اليوم لم يدن أحدٌ من المسؤولين. بل هناك من يحن لحقبة الدكتاتورية. على رأسهم أقصى اليمين الذي ينتمي إليه الرئيس السابق جايير بولسونارو. حاول المؤيدون له الاستيلاء على السلطة بالقوة وبدعم من قادة المؤسسة العسكرية. بين حنين أقصى اليمين وحظر لولا الذي منع الاحتفالات الرسمية هذا العام، تبقى الحقبة الديكتاتورية فترة قاتمة من تاريخ بلد لم ينجح بعد في مواجهة مخاوفه الداخلية. 

في 26 مارس 1971، أعلن السياسي القومي البنغالي الشيخ مجيب الرحمن، الاستقلال عن باكستان، ما أدى إلى حرب استمرت تسعة أشهر. وأخيراً، في 16 ديسمبر 1971، قبلت باكستان الهزيمة. وأصبحت بنغلادش حرة بمساعدة الهند والاتحاد السوفييتي سابقا. تطورت بنغلادش منذ ذلك الحين وتم انتشال ملايين الناس من الفقر وأصبحت البلاد واحدة من أكثر الاقتصادات سرعة في النمو في آسيا، وذلك بفضل عدة قطاعات مثل صناعة الملابس. لكن الدولة الفتية التي يبلغ عمرها 53 عاماً لا تزال تواجه العديد من التحديات يتعين عليها تجاوزها، وعلى رأسها المحافظة على الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري أيضاً.

في هذه الحلقة من " تذكرة عودة" نتعرف على أحفاد الفلسطينيين الذين عاشوا فصولا من الحرب قبل خمسة وسبعين عاما. نعود إلى عام 1948 عام النكبة بالنسبة للفلسطينيين. أكثر من ثمانين في المئة من الشعب الفلسطيني أُجبروا على الرحيل إلى دول الجوار، كلبنان وسوريا والأردن ومصر. استقبلت المملكة الهاشمية آنذاك نحو 100 ألف من اللاجئين الفلسطينيين. وتم إيواء نحو 8 آلاف من بينهم في مخيمات بمنطقة كانت صحراوية آنذاك بالقرب من مدينة الزرقاء في ضواحي عمان. وفي هذا المخيم الذي يعد الأقدم للاجئين الفلسطينيين في الأردن، تشكلت الفصائل المناضلة ضد إسرائيل. اليوم أصبحت الزرقاء المدينة الثانية في الأردن وتحمل بصمات الهوية الفلسطينية. التقرير التالي تم تصويره قبل الحرب في غزة والهجوم الذي قادته حماس في السابع من تشرين الأول أكتوبر.