- صوت أحمد قطليش -
المخرب .. The wrecker
تأليف الكاتب الأمريكي : سول بيلو.. Saul Bellow
حيطان الجيران لا تهمني في شيء
فهنا حدث لي كل شيء
هنا تعطلت عن العمل ورحت أنظر إلى الحيطان
هنا وقعت مريضا ورحت أنظر إلى الحيطان
هنا انتابني الغم والنكد ووهنا صببت اللعنة على العالم
ولعلي هنا تعلمت ماهي حدودي وما هي أوجه قصوري
نعم وادركت أنني لست كل ما كنت أظنه في نفسي
نعم هذه كله حدث في داخل هذه الحيطان وتغلغل في داخلها
وتسألينني ماذا أحمل من غلٍ لهذه الحيطان
نعم أحمل لها الكثير
أعرفها هذه الحيطان
درستها دراسة طويلة
هناك بيننا تاريخ طويل
والآن وقد تعين أن تسقط هذه الجدران
فلماذا لا أمد يدي إلى العمل
من ذا الذي يتمتع بحق أفضل من هذا
بحقٍ أقدس من هذه
لماذا أتخلى عنه لأحد
سأفعلها بنفس سأحفر فيها خروقا وفتحات
سوف أرى النهر الشرقي من غرفة الطعام
وسوف يكون لي بذلك من نفسي رضا وارتياح
وآخذ بثاري من كل تلك الأوقات الرهيبة
ماذا تجديني حيطان الشقة السفلى؟
أريد أن أشفي غلتي من حيطاني هذه نفسها
إنني أعرف كل نتوء فيها
وكل صدع وكل وجه في شقوق السقف
الآن سأرى مما صنع هذا المكان وما شكل الحيطان من الداخل
سوف أنتزع كل لوح من الخشب وأنفذ إلى ما وراء كل نتوء
هذه النتوءات التي تشبه العيون والحواجب والمناظر الطبيعية وهكذا
لا لا لم أفقد صوابي
لم أفقد صوابي
حذار من تشخيص أمراض ذوي قرباك.. ما ينبغي لك أبدا أن تفعلي ذلك حتى وإن كان صحيحا
ينبغي لك في سنك هذه أن تعرفي أن ما تظنين أنه الجنون هو مجرد السعادة
وأنت لم تألفي السعادي
ولعلك لم تري أي شيء منها منذ أمد طويل وقد نسيتي ما شكلها
أنا سعيد
سعادة هائلة
ألا ترين مدى سعادتي؟
إنني رجل جديد
لذلك أضرب بتعويض الألف دولار عرض الحائط
فلو كنت كما هو حالي المعتاد لاحتجت إلى الألف دولار حتى تعينني على الاحتمال
لا تلومي نفسك على ذلك يا حبيبتي..
إن الحياة اليومية شيء غريب
فماذا يصنع الزوج وزوجته، عليهما أن يعيشاها معا.. وما من أحدٍ بملوم
ولكنني في اليومين الماضيين كنت أحمل في قلبي شعورا رائعا كأنني شاعر
كنت أرحب بمجيء النوم كل ليلة وأبارك مجيئ الصبح كل نهار
كنت كالصغير يقرأ كتابا رائعا وعليه أن يضعه كل ليلة إلى جنب
ويقول لنفسه
أغمض عينيك لحظة فقط
وعندما تفتحهما ثانية… يكون الصباح قد جاء
فتواصل قراءته وفي الصباح الذي يقبل سراعا كل شيء عذب جدا
وكتابه لا زال شيئا رائعا لا يخرب الأمل المعقود عليه.
ذلك كيف كانت أيامي منذ شرعت أخرب هذه الشقة..