توما الأكويني وابن رشد ينتميان إلى مدرسة أرسطو من حيث البناء الفكري والعمارة الفلسفية، ويمثلان ذروة الفكرين المسيحي والإسلامي في مراحل نضجهما المتأخر في العصر الوسيط؛ فلم يعد بالإمكان أن يقال بعدهما الكثير في القول الفلسفي داخل الدين قبل تحولات الحداثة، إضافة إلى أنهما وضعا لَبِنات تأسيسية لمعضلة العلاقة بين العقل والوحي، أو علاقة الحياة العامة بالدين، وهي تأسيسات تركت أثرها على بنية الفكر وتحولات الواقع اللاحقَيْن.