حظي الفكر السياسي الإسلامي بما لا يحصى من الدراسات؛ سواء صدرت عن المسلمين أنفسهم أو عن المهتمين بهذا الموضوع شرقاً وغرباً . وذلك ما يعقِّد مهمة مَن يحاول التصدِّي له دون أن يقع في التكرار والاجترار. ورغم هذه الصعوبة؛ فإنه يبقى مجالاً للتفكير وميداناً في حاجة إلى نظرة تأليفية تعمل على إنارة ما كان غامضاً فيه أو ملتبساً، نظراً إلى كثرة ما يعتريه من اعتبارات أيديولوجية أو فئوية، علاوة على أن ذلك الفكر مسؤول عن توجيه مختلف أوجه النشاط المجتمعي، وعن تحديد الخيارات المستقبلية على مختلف الأصعدة بصفة ليست دوماً واضحة في أذهان الفاعلين الاجتماعيين.