ويـسـتـنـبؤونك عــنّــي وحــالـيَ
قـــــل هُــدهــدٌ ســبـئـيٌ ذبــيــحُ
ســلـيـمـانُ ودّعـــنــي وقـــلانــي
وبــلـقـيـسُ تــذبـحـنـي وتــنــوحُ
وكــــلُ الـسـكـاكين فـــيَّ تــحـجُ
وحــولـي تــطـوف ولا تـسـتريحُ
ثــلاثــون عــامـا وكُــلِّـي جـــراحٌ
وفــي كــل جـرحٍ جـريحٍ جـروحُ
وفـــي كـــل نــزفٍ دلـيـلٌ يـؤكـدُ
أن دمــــــي يــمــنــيٌ فــصــيــحُ
ثــلاثـون عــامـا وسـبـعٌ عـجـافُ
ومـــازال بــي ألــفُ عــامُ يـفـوحُ
ومـازلتُ مـيتاً عـلى الـفلك أحـيا
وفـي الـفلك طـوفانُ نـوحٍ ونوحُ
ثـلاثـون عـامـا مـضـت وحـيـاتيَ
نـــــارٌ تــلــظّـى وريـــــحٌ لــفــوحُ
وأنــهــار وهـــمِِ مـــن الأمـنـيـات
ولــيــل غــزيـر وفــجـرٌ شـحـيـحُ
ثـلاثـون عـامـا مـضت و الـفضاءٌ
مـضـيقٌ وضـيـقي فـضاءٌ فـسيحُ
وأمـني وخـبزي حـديثٌ ضـعيفٌ
وخوفي وجوعي حديثٌ صحيحُ
ثــــلاثُ مــلاعــقَ دمــــعٍ مــسـاءّ
ومـلـعـقةٌ حـيـن يـأتـي الـصـبوحُ
فـيـا ربِّ إن كــان عـيـشي ظـلاما
فـهل ثـم في الموت نور يلوح ؟!
عيسى العزب