نقف اليوم على عتبة فقد ثقيل، على خبر لم يكن عابرا، بل أشبه بصمت مفاجئ بعد ضجيجٍ نبيل، نعلن بكل أسى وبصوت تختلط فيه الكلمات بالحزن، رحيل الفنان اللبناني الكبير، زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاما بعد مسيرة فنية ثرية، مسيرة وُلدت من رحم الإبداع وتربت في كنف الثورة على النمط والتمرد على القوالب الجاهزة.
نودع ابن بيروت، ابن فيروز وعاصي، ابن الجملة الموسيقية التي لا تشبه أحدا، والكلمة الساخرة التي كانت أخطر من الخُطب، وأكثر صدقا من البيانات. نودع الرجل الذي كتب، ولحن، ومثل، وعزف، ووجه سهامه النقدية إلى قلب المجتمع والسياسة والسلطة، لا ليهدم، بل ليوقظ، ويحرض على التفكير.