أحكي الواقعة لتميم، وأعيد حكيها، أستحضر المشهد حين يراودني اليأس، أقول لنفسي:
لا يصح ولا يجوز، لأنني من حزب النمل. من حزب قشة الغريق، أتشبث بها ولا أفلتها أبدًا من يدي.
من حزب الشاطرة التي تغزل برجل حمارة.
لماذا لا أقول إننا، كل أسرتنا، لا أعني أنا ومريد وتميم وحدنا، بل تلك العائلة الممتدة من الشغيلة والثوار والحالمين الذين يناطحون زمانهم، من حزب العناد؟ نمقت الهزيمة، لا نقبل بها. فإن قضت علينا، نموت كالشجر واقفين، ننجز أمرين كلاهما جميل : شرف المحاولة وخبرات ثمينة، تركة نخلفها بحرص إلى القادمين.
عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، أستدرك لأنهي حديثي بالسطر التالي:
هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا.