تقوم فرقة إمرهان النموسيقيّة الجزائريّة  بزيارة لكندا تستمرّ ثلاثة أيّام لتقديم حفلات في عدد من المهرجانات في كيبيك.

ويشارك الفريق الخماسي الليلة في مهرجان ليالي افريقيا في مدينة مونتريال، بعد أن شارك أمس الأوّل في مهرجان كيبيك الصيفي في مدينة كيبيك عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه.

ونقل الفريق مشاهديه إلى رحلة في الصحراء عبر أنغام الموسيقى التارقيّة المطعّمة بإيقاعات غربيّة كما قال لي  أحد أعضاء الفرقة، اياد موسى ، واسمه الفنّي صدام ، في حديث هاتفي أجريته معه.

يقول صدام إنّ الفرقة وصلت من مدينة تمنراست في جنوب الجزائر للمشاركة للمرّة الأولى في مهرجان في كندا.

وكلمة إمرهان تعني بلغة الطوارق الأحباب، أحباب الصحراء كما قال الفنّان صدام، وأضاف بأنّ الفرقة تأسّست في تمنراست عام 2006 على يد خمسة شبّان يجمع بينهم شغفهم بالموسيقى  والموسيقى التارقيّة.

وكانوا يستمعون منذ الصغر إلى هذه الموسيقى وإلى الفرق التي تعزف وتغنّي موسيقى الطوارق، وقد وصلت هذه الفرق إلى العالميّة كما قال.

مهرجان ليالي افريقيا في مونتريال في نسخته الثالثة والثلاثين/ Festival Nuits d'Afrique

وكان أعضاء الفرقة يتعلّمون ممّن سبقوهم، ولكلّ منهم مهمّة محدّدة داخل الفرقة التي حقّقت انطلاقتها في العام 2016 عندما أصدرت  أوّل ألبوم يحمل عنوانه اسم الفرقة نفسها، امرهان.

ولم تكن تتوفّر لديهم في تمنراست السبل الكفيلة بمساعدتهم على تسجيل ألبوم، أكان ذلك استديو للتسجيل أو قاعات احتفالات أو مهرجانات كما قال صدام.

وكانت الفرقة تعزف في المناسبات  والاحتفالات الشعبيّة في تمنراست، وتمّ تسجيل ألبوم امرهان في فرنسا وأصبحت الفرقة بعد ذلك تشارك في مهرجانات وتقدّم حفلات في مختلف أنحاء العالم.

وأصدرت امرهان ألبوما ثانيا عام 2018 بعنوان "تيميت" وتعني باللغة الأمازيغيّة ولغة الطوارق صلة القرابة  كما قال لي الفنّان صدام عضو الفرقة.

ويقول إنّ تطوّر التقنيّات دفع بالناس إلى الهجرة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، وأصبح العالم صغيرا وكأنّ الجميع في منزل واحد، ومن المهمّ حسب رأيه، الحفاظ على صلة القرابة.

ويقول إنّ فرقة امرهان تمزج الايقاعات التقليديّة والغربيّة بسلاسة مع الاحتفاظ ببصمتها الخاصّة، ويمتزج التقليدي والحديث لديها بانسجام وتناغم كاملَين..

ويضيف صدام ردّا على سؤالي بأنّ موسيقى الراي مختلفة تماما عن موسيقى الطوارق، والأولى من شمال الجزائر، ووهران عاصمة الراي، في حين الثانية من تمنراست في الجنوب، وتتميّز بإيقاعات التندي التي كانت تعزفها النسوة على رقص الجمال وهدوء الصحراء والجفاف، وتختلف كلّ موسيقى عن الأخرى باختلاف الطبيعة والتراث الجزائري.

ويقول إنّ النسوة هنّ في الريادة في موسيقى الطوارق، وللمرأة التارقيّة نصيبها في القيادة وتعطي رأيها وهو مسموع، ولديها المقام نفسه كالرجل في تقاليد الطوارق.

ويقول صدام عضو فرقة امرهان في ختام حديثه للقسم العربي في راديو كندا الدولي إنّ الحفل الذي قدّمته الفرقة في مهرجان كيبيك الصيفي لقي تجاوبا من قبل الجمهور الذي تذوّق هذا المزج بين موسيقى الطوارق التقليديّة وموسيقى الروك والبلوز المألوفة لديه.

ومحبّو الموسيقى على موعد الليلة في 18 تمّوز يوليو مع فرقة امرهان في مسرح فيرمونت في مونتريال في إطار مهرجان ليالي افريقيا.

استمعواAR_Entrevue_1-20190718-WIA10