الهجرة حجر زاوية في النمو السكاني والنمو الاقتصادي في كندا. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 أعلنت الحكومة الفدرالية زيادة عدد القادمين الجدد إلى كندا بصورة تدريجية ليبلغ نحواً من مليون شخص على امتداد السنوات الثلاث 2018 و2019 و2020، ومن ضمنهم نحوٌ من 140 ألف لاجئ.
لكن عدداً كبيراً من الكنديين يرى أن بلادهم تستقبل من المهاجرين أكثر مما يجب. وهذا ما أظهره استطلاع أجرته مؤسسة "ليجيه" (Léger) لصالح وكالة الصحافة الكندية وأعلنت نتائجه قبل أيام.
فقد أفاد الاستطلاع أن 63% من المستطلَعين يرون أن على الحكومة أن "تضع في أولويّاتها تخفيضَ عدد المهاجرين إلى كندا"، مقابل 37% منهم رأوا أن على الحكومة زيادة عدد المهاجرين، لا تخفيضه.
وعلى صعيد الانتماء الحزبي، أظهر الاستطلاع أن 81% من مؤيدي حزب المحافظين (PCC – CPC)، حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم، يدعمون تخفيض عدد المهاجرين، فيما دعم هذه الفكرة 41% من مؤيدي الحزب الليبرالي الحاكم (PLC – LPC) و44% من مؤيدي الحزب الديمقراطي الجديد (NPD – NDP)، اليساري التوجه، و57% من مؤيدي الحزب الأخضر (Parti vert – Green Party) و80% من مؤيدي الكتلة الكيبيكية (BQ) الداعية لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية.
وشمل الاستطلاع 1528 كندياً وأجرته مؤسسة "ليجيه" بين 7 و10 حزيران (يونيو) الجاري. ونظراً لكون العينة غير احتمالية لا يمكن احتساب هامش الخطأ.
وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندي أحمد حسين متحدثاً في مجلس العموم / Sean Kilpatrick / CP
وعلّق وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الفدرالية أحمد حسين على هذه الأرقام بالقول إنها مقلقة، لاسيما في ظل حاجة ماسة في سوق العمل للمزيد من اليد العاملة، وإن كان يتفهّم، وفق تعبيره، قلق الكنديّين من قدرة بلادهم على استيعاب عدد أكبر من المهاجرين بسبب النقص في المساكن والبنى التحتيّة. لكن الوزير حسين رأى أن الحلّ يكمن في زيادة الاستثمار في هذيْن القطاعين وليس في تخفيض عدد المهاجرين.
سألتُ البروفيسور نور القادري، أستاذ التخطيط الاستراتيجي في جامعة أوتاوا ورئيس "الاتحاد الكندي العربي" (منظمة غير حكومية)، عن قراءته لنتائج هذا الاستطلاع وما إذا كان موضوع الهجرة وأعداد القادمين الجدد إلى كندا سيحوز على أهمية كبيرة في الحملة الانتخابية والنقاشات السياسية في الأشهر الأربعة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات الفدرالية العامة.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
استمعواAR_Entrevue_3-20190619-WIA30