قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الفيدرالية، يطغى على المشهد الكندي تساؤل حول مصير رئيس الحكومة الخارج، الليبرالي جوستان ترودو، في حالة خسارة حزبه للأغلبة.

وفي مقابلة أجراها معه تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية،  تجنب جوستان ترودو التعليق على احتمال انبثاق حكومة أقلية عن انتخابات الإثنين المقبل، وهل يستقيل ويترك الحكم للحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم ؟

وقال الزعيم الليبرالي إنه يرفض التعليق على سيناريوهات "افتراضية". وأضاف  أن كل شيء سيتم تحديده في 21 أكتوبر تشرين الأول.

" سنقضي الوقت المتبقي إلى غاية الإثنين في طلب الدعم من الكنديين لمواصلة مكافحة تغير المناخ والاستمرار في الاستثمار في الناس."، جوستان ترودو

وفي الوقت الذي يبدو فيه أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لن يحصل أي حزب على الـ170 مقعدًا الضرورية لتكوين أغلبية في البرلمان، فإن الزعماء الفيدراليين لا يتفقون على السيناريو المفضل في حالة حكومة أقلية.

وكان زعيم المحافظين أندرو شير واضحا حينما قال "الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد له الأسبقية لتشكيل الحكومة. وإذا وجد الليبراليون أنفسهم بمقاعد أقل من حزب آخر، فيجب أن يستقيل زعيمهم كرئيس للحكومة. هذا هو العرف".

أندرو شير، زعيم حزب المحافطين الكندي - Jonathan Hayward / The Canadian Press

لكنّ جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، له رأي آخر. وقال فيما مضى، إنه سيكون على استعداد للعمل مع "أي شخص" بما في ذلك الليبراليون لمنع المحافظين من الفوز. وذكر إمكانية  حكومة ائتلاف. لكن نظيره الليبرالي أصبح أكثر مراوغة بشأن هذه القضية.

ففي الأيام الأخيرة، كرر جوستان ترودو أنه يعتمد على الكنديين في انتخاب حكومة "تقدمية" ، وليس ائتلافًا تقدميًا أو حكومة محافظة "على طريقة هاربر".، الذي ترأس الحكومة الكندية بين 2006 و2015.

وقال جوستان ترودو :" لم ادع أبدا أنني مثالي. لكنني أعتقد أن الناس يعرفون أنهم يستطيعون دائمًا الاعتماد على القيم والنهج الذي أتبعه لبناء مجتمع أقوى، وللدفاع عن حقوق الجميع " .

"الناس أمام اختيار يضع وجها لوجه رؤيتين مختلفتين لمستقبل البلاد."،  جوستان ترودو

جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد - Nathan Denette / The Canadian Press

وحينما سُئل عن مشروعية بقائه في في السلطة إذا حصل حزبه على عدد من المقاعد أقلّ من عدد مقاعد حزب آخر في 21 أكتوبر تشرين الأول، قال : "هذه أسئلة للأكاديميين والخبراء."

لكنّ رأي جوستان ترودو كان مخالفا في السنوات السابقة. ففي الانتخابات الفيدرالية لعام 2015، كان رأيه مشابها للرأي الذي يدافع عنه حاليا أندرو شير، زعيم المحافطين. وفي مقابلة مع  هيئة الإذاعة الكندية - سي بي سي، قال حينها جوستان ترودو :" إن الحزب الذي يحصل على معظم المقاعد هو الذي يجب أن يحكم."

"الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد هو الأولى بطلب ثقة مجلس العموم "، جوستان ترودو

حينها كان جوستان ترودو متوافقا على قواعد اللعبة مع منافسه، رئيس الحكومة المنتهية ولايته ستيفن هاربر. وهو موقف كان يعارضه والده الذي ترأس الحكومة الكندية في السبعينيات من القرن الماضي.

ففي عام 1979، قال بيير إليوت ترودو، الذي كان يحاول الحفاظ على السلطة أمام المحافظين التقدميين، أن القاعدة لا تطبق بحكم الأمر الواقع وأنه يحق للحزب تقييم خياراته بدلاً من التخلي عن السلطة تلقائيا.

استمعواAR_Reportage_2-20191018-WRA20

(راديو كندا الدولي / سي بي سي)

روابط ذات صلة:

آخر مناظرة للزعماء الفدراليين قبل موعد الانتخابات الكندية

من سيشكّل الحكومة الكندية المقبلة إذا كانت حكومة أقلّية ؟

كلّ مواضيع راديو كندا الدولي حول الانتخابات الفدرالية لعام 2019

لفهم النظام السياسي في كندا