جدّدت الولايات المتحدة للمرة الثالثة تمديد إعفاء العراق مدة 90 يوماً من العقوبات التي فرضتها على إيران. وهذا الإعفاء يتيح للعراق استيراد الكهرباء والغاز اللذيْن يعتمد عليهما كثيراً، خصوصاً خلال صيفه الحار.

وأفادت مصادر صحفية بأن تجديد واشنطن هذا الإعفاء جاء خلال مكالمة هاتفية أجراها رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أيام، وفي أعقاب مفاوضات طويلة مع الإدارة الأميركية.

ويستورد العراق من إيران حوالي 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وأكثر من 1300 ميغاواط من الكهرباء سنوياً.

ويعاني العراقيون موجة حر غير مسبوقة، فالحرارة تتخطى الـ50 درجة مئوية، حتى قبل البداية الفعلية لفصل الصيف. وتزيد أزمة الكهرباء في بلادهم من حدة المعاناة.

وأمس قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن حكومة عادل عبد المهدي غير قادرة على إصلاح الطاقة الكهربائية في البلاد، ودعا إلى "قطع أيادي الميليشيات والأحزاب المتحكمة بالوزارة ومحطات التوليد" و"جعل الكهرباء (الوطنية) وطنية وبأياد عراقية لا خارجية"، وإلى قطع الكهرباء عن المسؤولين الحكوميين حتى يشعروا بمعاناة المواطنين.

ويقود الصدر تحالف "سائرون" الذي تصدّر نتائج انتخابات أيار (مايو) 2018 التشريعية العامة بنيله 54 مقعداً من أصل 329 يتكون منها البرلمان.

متظاهرون عراقيون ضد سوء الخدمات الحياتية محتشدون قرب مبنى حكومي في البصرة في أيلول (سبتمبر) 2018 (علاء المرجاني / رويترز)

ويوم أمس أعلن "تيار الحكمة الوطني" الذي يقوده عمّار الحكيم، تبنيَه خِيارَ المعارضة السياسية لحكومة عادل عبد المهدي، ليصبح بالتالي أولَ كُتلة سياسية شيعية تعلن معارضتها للحكومة منذ نيلها الثقة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

ويتزامن موقف الحكيم السياسي مع تزايد الاحتجاجات الشعبية في محافظات الجنوب ذات الغالبية الشيعية بسبب تراجع الخدمات الحياتية وأبرزها الانقطاعات في التيار الكهربائي.

هل يشهد العراق تَكراراً للاحتجاجات الواسعة التي انطلقت من البصرة في تموز (يوليو) 2018 بسبب سوء الخدمات الحياتية، لاسيما انقطاع الكهرباء وشَح المياه؟ وهل تسعى واشنطن، من خلال تمديد إعفاء العراق من العقوبات التي فرضتها على طهران، لتجنب غضب الشارع العراقي؟ وما الذي دفع تيار عمّار الحكيم لمعارضة حكومة عادل عبد المهدي؟ محاور تناولتُها في حديث أجريته اليوم مع الناشط الكندي العراقي الدكتور عمّار حسين صبيح.

(بي بي سي / الجزيرة / أ ف ب / الحرة / العرب / راديو كندا الدولي)

استمعواAR_Entrevue_1-20190617-WIA10