في هذه الخطبة الفريدة التي تجمع بين النقد العميق والفكاهة، يعرض الشيخ عبد الحميد كشك بعض الممارسات الغريبة والخرافات التي تنتشر بين بعض الطرق الصوفية، مستعرضًا بأسلوبه الساخر والممتع ما يُعتبر من الدجل والجنون في معتقدات وتصرفات هؤلاء. بأسلوب فكاهي ساخر، يبرز الشيخ كشك تناقضات وادعاءات بعض مدّعي التصوف، ويطرح هذه القضايا بطريقة تضحك المستمع وتجعله يتفكر في الوقت نفسه.
يبدأ الشيخ كشك خطبته بتناول بعض القصص والممارسات الغريبة التي اشتهرت بين بعض الفرق الصوفية، مثل ادعاء الكرامات الخارقة والقدرة على تغيير القوانين الطبيعية، بأسلوب ساخر يجعلك تبتسم، لكنه في الوقت نفسه يكشف زيف هذه الادعاءات. بأسلوبه العفوي، يروي الشيخ قصصًا تُظهر كيف أن بعض الناس يقعون في فخ الخرافات والدجل تحت ستار التصوف، مما يجعل المستمعين يتساءلون عن حقيقة هذه الممارسات ويضحكون من تناقضاتها.
يتطرق الشيخ كشك إلى أبرز التصرفات الغريبة التي يقوم بها بعض مدّعي التصوف، مثل الرقص الصوفي والاحتفالات التي يختلط فيها الحق بالباطل، مبيّنًا كيف أن هذه الممارسات لا تمت بصلة للإسلام وتعاليمه الصافية. يسلط الضوء على كيفية استغلال بعض الأشخاص للدين لجني المال أو السيطرة على أتباعهم، مما يجعل هذه الطرق وسيلة للضلال بدلًا من الهداية.
يقدم الشيخ كشك النصيحة للجمهور بعدم الانخداع بمظاهر الكرامات والخوارق التي يدّعيها بعض الناس، ويشدد على أهمية التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية كمصدرين وحيدين للهدى والرشاد، بعيدًا عن الخرافات. كما يدعو المسلمين إلى الرجوع إلى العلم الشرعي والفقه السليم لفهم الإسلام بعيدًا عن الدجل الذي يشوه صورته.
تتميز هذه الخطبة بأسلوبها الترفيهي، حيث تخرج من إطار الخطب التقليدية إلى نقد ساخر يُضحك المستمع وفي نفس الوقت يعلمه قيمًا حقيقية. بأسلوبه السلس والبسيط، يُظهر الشيخ كشك أن الالتزام بالدين الصحيح بعيد عن الخرافات، وأن الإسلام دين عقل ومنطق، مما يجعل هذه الخطبة مميزة بأسلوبها وموضوعها، وتبقى محفورة في ذاكرة المستمعين لما تقدمه من رسائل واضحة حول الابتعاد عن الدجل والتمسك بالقيم الصحيحة للإسلام.