في هذه الخطبة المؤثرة والعميقة، يقدم الشيخ عبد الحميد كشك درسًا عظيمًا تحت عنوان "دقائق تزلزل القلوب مع الشيخ كشك - قصة مالك خازن جهنم مع الظالمين". يتناول الشيخ في هذه الخطبة قصة مالك، خازن جهنم، الذي يعد أحد أبرز الشخصيات في الآخرة التي وصفها القرآن الكريم، ويستعرض مشهدًا من أقسى وأشد لحظات الحساب يوم القيامة. بأسلوبه القوي والمهيب، يصف الشيخ كشك هذا المشهد المؤلم وكيف يواجه الظالمون في النار مصيرهم المحتوم، حيث يلتقيون بمالك الذي يبعث لهم مشاعر الرعب والحسرة على ما فرطوا في حياتهم الدنيا.
تبدأ الخطبة بتقديم الشيخ كشك لمشهد جهنم كما ورد في القرآن الكريم، مستعرضًا أوصاف النار وحرارتها التي لا تطاق، ثم ينتقل إلى الحديث عن مالك، خازن جهنم، وكيف أنه يرأس الحراس الذين يعذبون أهل النار. يصف الشيخ اللقاء بين مالك وبعض الظالمين الذين يواجهون العذاب الأبدي، مشيرًا إلى أن مالك لا يظهر لهم رحمة ولا شفقة، بل يقتصر دوره على تنفيذ أوامر الله في تعذيب أهل النار. مع هذا المشهد، يُظهر الشيخ كيف أن الظالمين في الدنيا، الذين طغوا في الأرض ورفضوا الحق واستكبروا، سيتلقون جزاءهم في الآخرة من دون أي مجال للرحمة أو النجاة.
ثم يتناول الشيخ كشك بالشرح الحديث النبوي الذي يذكر فيه مالك خازن جهنم، وكيف أنه لن يُفتح باب النار لهم ولا يُسمح لهم بالخروج منها، بل سيظل الظالمون يتعذبون فيها على مر الزمان. يتحدث الشيخ عن مشهد أن الظالمين، وهم يعانون من عذاب النار، يتوجهون إلى مالك طالبين منه أن يدعو الله لرفع عذابهم، لكنه يرفض ويساهم في تذكيرهم بحقيقتهم في الدنيا، حيث لم يتوبوا ولم يعترفوا بذنوبهم.
تستمر الخطبة في تناول الشيخ كشك لعواقب الظلم في الدنيا، ويشدد على أن الظالمين في الآخرة سيتمنون لو أنهم لم يظلموا أو يسرفوا في المعاصي، وأنهم سيستشعرون قسوة عذاب الله أكثر من أي وقت مضى. يتطرق الشيخ أيضًا إلى مفهوم العدالة الإلهية، مُوضحًا أن الله لن يظلم أحدًا، وأن كل شخص سيحاسب على عمله مهما كان صغيرًا أو كبيرًا. كما يشير إلى أن الظالمين سيشعرون بحسرة شديدة وندم لا ينقطع، لأنهم ضيعوا فرص التوبة والرجوع إلى الله في الدنيا.
في هذه الخطبة، يوجه الشيخ كشك نصيحة قوية للمسلمين بالابتعاد عن الظلم والفساد في الأرض، مؤكدًا على أن الحياة الدنيا قصيرة وأن العواقب في الآخرة دائمة. يُذكّر الشيخ المستمعين بأنهم إن عادوا إلى الله بالتوبة الصادقة والاعتراف بالخطأ، فإن الله هو الغفور الرحيم، ولن يخذل التائبين.
الشيخ كشك في هذه الخطبة يستخدم أسلوبه المؤثر لتخويف المستمعين من مغبة الظلم وأثره في الآخرة، مؤكدًا على أن النجاة في الدنيا والآخرة تأتي بالعدالة والتقوى وطاعة الله. في النهاية، تترك الخطبة المستمعين في حالة من الوعي العميق عن مصير الظالمين في الآخرة، وتحفزهم على إصلاح أنفسهم، والابتعاد عن الظلم، والتوبة قبل فوات الأوان.