في هذه الخطبة المليئة بالعبر والتأملات العميقة، يستعرض الشيخ عبد الحميد كشك حدثًا عظيمًا في تاريخ المعركة التي خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ضد قوى الكفر في معركة بدر، حيث يتحدث عن نزول جبريل عليه السلام والملائكة للقتال في صفوف جيش المسلمين، ومواجهة إبليس للحقائق الإيمانية التي أظهرها النبي صلى الله عليه وسلم.
يبدأ الشيخ كشك الخطبة بتفصيل المشهد في معركة بدر، حيث كان المسلمون في مواجهة جيش قريش الذي كان متفوقًا في العدد والعدة. في تلك اللحظات الحاسمة، يذكر الشيخ كيف أن الله سبحانه وتعالى أرسل الملائكة ليقووا عزائم المسلمين ويمنحهم النصر على أعدائهم. يُوضح الشيخ كيف نزل جبريل عليه السلام مع ملائكة مرفوعة الرايات للقتال بجانب المسلمين، مما كان له تأثير بالغ في رفع معنويات الجيش المسلم، وتغيير مجرى المعركة لصالح الحق.
الشيخ كشك يروي كيف أن هذا الحدث يمثل دليلاً قاطعًا على أن الله سبحانه وتعالى لا يترك عباده المؤمنين في مواجهة الطغاة والمكذبين دون أن يمدهم بعونه ورعايته، ويؤكد في خطبته أن النصر لا يأتي من القوة العسكرية فقط، بل من الإيمان والتوكل على الله.
ثم ينتقل الشيخ كشك للحديث عن إبليس، ويستعرض كيف كان في تلك اللحظات يراقب ما يحدث من بعيد، وهو يحاول بكل وسيلة إغواء جيش قريش، حيث كانت هذه المعركة بمثابة المواجهة بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر. يوضح الشيخ كيف أن إبليس كان قد حرض قريشًا على محاربة النبي صلى الله عليه وسلم، وحاول تشتيت قلوبهم وجعلهم في حالة من الفوضى النفسية، لكن رغم محاولاته، فإن الله سبحانه وتعالى أرسل الملائكة ليقهروا هذه المكايد.
الشيخ يسلط الضوء على أن معركة بدر كانت أكثر من مجرد صراع عسكري، بل كانت معركة إيمانية حقيقية بين الحق والباطل، حيث تحركت السماوات بأسرها لنصرة المؤمنين. يختتم الشيخ خطبته بتوجيه رسالة قوية للمسلمين بأن يثقوا في وعد الله، وأن النصر دائمًا مع الصبر والإيمان، وأنه لا يمكن لقوى الباطل مهما كانت أن تقاوم معونة الله ورحمته.
هذه الخطبة تترك المستمعين في حالة من التأمل العميق حول معركة بدر وما صاحبها من أحداث خارقة، كما تحفزهم على تعزيز إيمانهم وصبرهم في مواجهة الصعاب.