في هذه الخطبة العميقة والمُلهمة، يقدم الشيخ عبد الحميد كشك "كيف يرضى الله عنك"، حيث يتناول الشيخ موضوعًا بالغ الأهمية لكل مسلم، وهو كيفية كسب رضا الله سبحانه وتعالى، الذي هو غاية المؤمن وأسمى أهدافه في الحياة. بأسلوبه المميز والعاطفي، يتحدث الشيخ كشك عن الطرق التي يمكن من خلالها أن ينال المسلم رضا الله، مشيرًا إلى أن هذا الرضا لا يأتي من مجرد الأقوال بل من الأعمال الصالحة والنية الطيبة.
يبدأ الشيخ كشك خطبته بالتأكيد على أن رضا الله هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المؤمن في حياته، وأنه لا شيء أعظم من رضا الله في الدنيا والآخرة. يتناول الشيخ عدة مفاهيم هامة، مثل أهمية التوكل على الله، والصدق في العبادة، والسعي لإرضائه بكل ما يملك الإنسان من أعمال صالحة. يذكر الشيخ كشك كيف أن الله يحب العبد الذي يسعى للقيام بكل ما يرضي الله في كل جوانب حياته، سواء في العبادة أو التعامل مع الآخرين أو حتى في اتخاذ القرارات اليومية.
ثم يُوضح الشيخ كيف أن رضا الله مرتبط بطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن النية الطيبة والإخلاص في العمل من أهم الأسباب التي تؤدي إلى رضا الله. يذكر الشيخ أيضًا أن أحد الأسباب التي تجعل الله يرضى عن عبده هو التوبة الصادقة والابتعاد عن المعاصي والذنوب. يربط الشيخ بين التوبة والمغفرة، مؤكدًا أن الله يحب التوابين ويغفر لمن تاب إليه.
في الخطبة، يتحدث الشيخ كشك عن ضرورة الاستمرارية في العمل الصالح وعدم الاكتفاء بما تم إنجازه، حيث إن المؤمن يجب أن يكون دائمًا في حالة سعي نحو رضا الله بكل فعل يقوله أو يقوم به، حتى وإن شعر بأنه قد وصل إلى درجة من الصلاح. كما يشرح الشيخ كشك كيف أن الله يرضى عن عباده عندما يحسنون التعامل مع الناس، ويكونون صادقين، محسنين في القول والعمل.
الشيخ كشك يستعرض أيضًا بعض قصص الصحابة الكرام الذين نالوا رضا الله من خلال إخلاصهم في العبادة، كأمثال عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وكيف أن أفعالهم كانت دائمًا تنبع من نية خالصة لوجه الله. كما يشير إلى أن رضى الله يتجلى أيضًا في الرضا بالقضاء والقدر، وأن المؤمن الذي يرضى بما يقدره الله عليه، يظل في معية الله ورعايته.
في الختام، يوجه الشيخ كشك نصيحة حاسمة للمسلمين بضرورة تجديد النية وتفحص أعمالهم بشكل دوري للتأكد من أنها تهدف لإرضاء الله وحده، كما يُشجعهم على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى ليلًا ونهارًا لكي يرضى عنهم ويمنحهم توفيقه ورحمته.
الخطبة تُعد درسًا عميقًا في كيفية الوصول إلى رضا الله في حياتنا اليومية، وتحفز المسلمين على السعي المستمر للتقوى والإحسان، مع التذكير بأن رضا الله هو الطريق إلى السعادة الأبدية في الآخرة.