في هذه الخطبة المؤثرة والقوية بعنوان "من الذي سيحرر فلسطين من هم وصفاتهم - كلمات كالرصاص من الشيخ كشك"، يقدم الشيخ عبد الحميد كشك رؤية مؤلمة وقوية حول قضية فلسطين، محذرًا من غفلة الأمة الإسلامية تجاه هذه القضية الكبرى. بأسلوبه العاطفي والمُلهم، يُناقش الشيخ كشك من سيحرر فلسطين ويقدم وصفًا دقيقًا للصفات التي يجب أن يتحلى بها هؤلاء المجاهدون الذين سيعيدون الحق إلى أصحابه ويقهرون الاحتلال.
يبدأ الشيخ كشك خطبته بتأكيد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية جمعاء، وأن تحرير فلسطين ليس مسؤولية الفلسطينيين فقط، بل هي مسؤولية كل مسلم في العالم. يتحدث الشيخ عن الوضع الذي تعيشه فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، مُبرزًا معاناة الشعب الفلسطيني وصمودهم العظيم في مواجهة الظلم والقهر. يتساءل الشيخ عما إذا كانت الأمة الإسلامية جاهزة للوقوف ضد الظلم، مُشيرًا إلى أن فلسطين تنتظر أبناءها الأبطال الذين سيحررونها من هذا الاحتلال البغيض.
ثم ينتقل الشيخ كشك للحديث عن الشخصيات التي ستتحمل مسؤولية تحرير فلسطين، موضحًا أن هؤلاء الأبطال سيكونون من المؤمنين الذين يملكون يقينًا قويًا وعدالة قضيتهم. يصف الشيخ هؤلاء المجاهدين بأنهم سيكونون رجالًا من أصحاب الإيمان الراسخ، الذين لا يهابون الموت، ويقدمون أرواحهم فداءً لفلسطين وللإسلام. كما يؤكد أن هؤلاء المجاهدين لن يكونوا مجرد أفراد عاديين، بل سيكون لديهم إيمان راسخ بالتحرير، وعزيمة لا تلين، ويعرفون تمامًا أن النصر مع الصبر، والتمسك بالقيم الإسلامية، والعدالة سيأتي لا محالة.
في سياق الخطبة، يسلط الشيخ كشك الضوء على الصفات الأساسية لهذه الشخصيات الفدائية، التي يجب أن تتمتع بها الأمة في هذه اللحظة التاريخية الحرجة. من هذه الصفات: الإيمان بالله، التضحية، الصبر، والتمسك بمبادئ الإسلام الحقة، إضافة إلى استعدادهم الكامل للمقاومة مهما كان الثمن. يشير الشيخ إلى أن هؤلاء الأبطال سيكونون من صفوف الأمة التي لا تهاب التحديات، وتستمد قوتها من إيمانها بأن النصر قادم، وأن الله سبحانه وتعالى هو الولي والمساعد.
الشيخ كشك يتحدث كذلك عن المستقبل المشرق الذي ينتظر فلسطين والأمة الإسلامية عندما يتم تحرير هذه الأرض المقدسة، مؤكدًا أن النصر سيكون للمجاهدين الذين يسيرون على نهج الأنبياء والصحابة الكرام، ويستلهمون قوتهم من تاريخ الأمة المجيد. يذكر الشيخ في خطبته أن الأمة الإسلامية تمتلك القدرة على التغيير، بشرط أن تلتزم بالقيم الإسلامية وتوحد صفوفها.
في الختام، يوجه الشيخ كشك رسالة حاسمة للمسلمين في كل مكان بضرورة استعادة عزيمتهم، والتمسك بقضية فلسطين، مؤكدًا أن تحرير فلسطين سيأتي على يد الأمة التي تعود إلى قيمها الحقيقية، وتؤمن بقوة الله وعدله. كما يذكرهم بأن المقاومة ليست فقط بالأيدي، بل أيضًا بالدعاء، والمساندة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
الخطبة تمثل دعوة قوية للنهوض من أجل قضية فلسطين، وتحث المسلمين على التمسك بالوحدة والإيمان بأن النصر قادم لا محالة، ما داموا على درب الحق والعدل.