في هذه الخطبة القوية والمفعمة بالحكمة، يتناول الشيخ عبد الحميد كشك موضوع "كيفية الرد على السفهاء" بأسلوبه المميز الذي يجمع بين البلاغة والواقعية. يستعرض الشيخ هذا الموضوع الهام من منظور إسلامي، مقدماً نصائح قيمة لكيفية التعامل مع الأشخاص الذين يتصرفون بجهالة وسوء أدب، وكيف يحافظ المسلم على كرامته وحكمته في مواجهة هذه المواقف الصعبة.
الشيخ كشك يبدأ خطبته بتوضيح معنى السفه في الإسلام، وضرورة أن يتحلى المسلم بالأخلاق الرفيعة والصبر. يستشهد بآيات من القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد ﷺ التي تدعو إلى الصبر والتغاضي عن أفعال السفهاء، مشيرًا إلى أن الرد العاقل والحكيم على الإساءات هو من شيم الأنبياء والصالحين. كما يسلط الضوء على أهمية الترفع عن المشاحنات والحفاظ على السكينة النفسية، وأن القوة الحقيقية تكمن في ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات.
يقدم الشيخ كشك أمثلة من سيرة النبي ﷺ وكيف كان يتعامل مع من أساءوا إليه من الجهال والمسيئين، مبينًا أن النبي كان دائمًا يلجأ إلى العفو والصبر بدلًا من الرد بعنف أو غضب، وهذا ما يعزز احترام الآخرين ويظهر قوة الشخصية الإسلامية. يستشهد بقصص مؤثرة من حياة الصحابة الذين اتبعوا هذه المنهجية في تعاملهم مع السفهاء، ليكونوا قدوة لكل مسلم.
الخطبة مليئة بالنصائح العملية لكيفية التعامل مع الأشخاص الذين يثيرون الفتن أو يسعون إلى الإيقاع بالآخرين في شباك الغضب، ويوضح الشيخ كشك أن أفضل رد هو التجاهل أو الرد برفق، وهو ما يزيد من احترام المسلم ورفعة شأنه في الدنيا والآخرة. بأسلوبه العاطفي والحماسي، يجعل الشيخ هذه الخطبة درسًا لا يُنسى، حيث يغادر المستمعون وهم على قناعة بأن الحلم وضبط النفس هما أفضل الطرق للرد على السفهاء، وأن التصرف بحكمة يجلب رضا الله ويعزز السلام الداخلي.