في هذه الخطبة المهيبة التي تأسر القلوب، يقدم الشيخ عبد الحميد كشك رؤية مؤثرة لمشهد "الخروج من القبور"، حيث يصف يوم القيامة بتفاصيل دقيقة ومؤثرة، مستعرضًا لحظات البعث والنشور وخروج الناس من قبورهم للوقوف أمام الله. بأسلوبه البليغ والصادق، يصوّر الشيخ كشك هذه اللحظة العظيمة بطريقة تلامس الوجدان، فتملأ المستمعين بخشية الله وتدفعهم للتفكر في مصيرهم.
الشيخ كشك يبدأ الخطبة بوصف لحظة البعث كما وردت في آيات القرآن الكريم، مشيرًا إلى كيف أن الأرض تخرج ما بداخلها، ويخرج الناس إلى مشهدٍ لا مثيل له، حيث الجميع يواجهون أعمالهم ويستعدون للحساب. يستعين الشيخ بآيات قرآنية وأحاديث نبوية لتوضيح مشاهد الفزع والرهبة التي تنتاب الخلق وهم في طريقهم للقاء الله، وكيف تبدو الكائنات كلها في حالة دهشة وذهول من عظمة هذا اليوم.
يؤكد الشيخ كشك على أن هذه اللحظة هي ساعة الحقيقة التي يُكشف فيها عن أعمال الإنسان ويواجه فيها مصيره، فينادي الله على كل عبد ليحاسبه، فيظهر المؤمنون والمقربون بثبات وسكينة بينما يظهر الآخرون في خوف وندم. يسرد الشيخ كشك قصصًا مؤثرة من القرآن والسنة حول أحوال الناس يوم القيامة، مبينًا أن الفائزين هم من اتبعوا أوامر الله في الدنيا، بينما الخاسرون هم من أعرضوا عن الذكر وارتكبوا المعاصي.
الخطبة مليئة بالدعوة إلى التوبة والاستعداد ليوم القيامة، حيث يذكر الشيخ كشك المستمعين بضرورة التقرب إلى الله والابتعاد عن الغفلة، ويحثهم على العمل الصالح والالتزام بالصلاة والزكاة والصيام ليكونوا من الناجين. بأسلوبه العاطفي المملوء بالعبرة، يحوّل الشيخ كشك هذا المشهد المرعب إلى دعوة للتقوى والتوبة، مما يجعل المستمع يشعر بعظمة اليوم الآخر ويجعله يعيد التفكير في أعماله وأخلاقه.
هذه الخطبة من أكثر خطب الشيخ كشك تأثيرًا، حيث تزرع في النفس روح الخشية والخوف من الله، وتترك المستمعين في حالة من التأمل والتفكر العميق، وتجعلهم يدركون قيمة الحياة الدنيا وضرورة الاستعداد للحياة الآخرة.