في هذه الخطبة المسائية المؤثرة، يسلط الشيخ عبد الحميد كشك الضوء على قضية هامة تتعلق بعقاب تارك الصلاة يوم القيامة، وأثر السخط وعدم الرضا على حياة المسلم في الدنيا والآخرة. بأسلوبه البليغ والمفعم بالموعظة، يدعو الشيخ كشك المستمعين إلى فهم خطورة ترك الصلاة، مذكرًا إياهم بأهمية الصلاة كركن أساسي من أركان الإسلام وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
يبدأ الشيخ كشك بتوضيح منزلة الصلاة في الإسلام، وكونها العلاقة المباشرة بين العبد وربه، وكيف أن الصلاة تزرع الطمأنينة في القلب وتجلب السكينة للنفس، مشيرًا إلى أن تارك الصلاة يحرم نفسه من هذه النعم العظيمة. يستشهد بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية تصف عاقبة من يتهاون في أداء الصلاة، وكيف أن تركها يؤدي إلى العقاب الشديد يوم القيامة، حيث يُسأل العبد أول ما يُسأل عن الصلاة، فإن صلحت صلاته صلح سائر عمله، وإن فسدت فسدت باقي أعماله.
يصف الشيخ كشك مشهد الحساب يوم القيامة، وكيف يُؤخذ تارك الصلاة إلى العذاب إذا لم يكن قد تاب وأصلح، مصورًا العذاب الشديد الذي ينتظر من تهاون في أداء فريضة الصلاة. كما يبرز كيف أن ترك الصلاة قد يؤدي إلى تعاسة الإنسان في الدنيا، إذ يكون بعيدًا عن رحمة الله وبركته، ويصبح فريسة سهلة للقلق والسخط وعدم الرضا، مما يجعله دائم التذمر والشعور بالنقص.
يخصص الشيخ جزءًا من الخطبة للحديث عن أهمية الرضا بقضاء الله وقدره، وكيف أن الصلاة تعلم المسلم السكينة والقبول، وتمنحه القوة لمواجهة مصاعب الحياة. ويبين أن السخط وعدم الرضا يجعلان المرء متعبًا نفسيًا وروحيًا، بينما المؤمن المواظب على الصلاة يجد فيها طمأنينة وقوة، لأنها تعينه على التوكل على الله وتجعله يقبل ما كتبه الله له، سواء كان خيرًا أو شراً.
الخطبة مليئة بالنصائح والدعوات للعودة إلى الله والتوبة عن ترك الصلاة، حيث يشجع الشيخ كشك المستمعين على أن يجعلوا الصلاة عمودًا رئيسيًا في حياتهم، وأن يعيدوا بناء صلتهم بالله من خلالها. بأسلوبه الحماسي والمحبب، يجعل الشيخ من هذه الخطبة دعوة قوية للالتزام بالصلاة كسبيل للنجاة من عذاب الله وكطريق للسكينة والرضا في الدنيا والآخرة.
في نهاية الخطبة، يترك الشيخ كشك المستمعين بإحساس عميق بأهمية الصلاة في حياة المسلم، ويدعوهم إلى تجديد العهد مع الله من خلال المواظبة على هذه الفريضة العظيمة، ليكونوا من الذين يُرضيهم الله ويكتب لهم السعادة في الدنيا والآخرة.