في هذه الخطبة العميقة والمؤثرة، يقدم الشيخ عبد الحميد كشك درسًا مهمًا حول "حد الزنا وعقوبة الزاني في الدنيا ويوم القيامة"، مسلطًا الضوء على خطورة هذا الذنب الكبير وتأثيره المدمر على الفرد والمجتمع. بأسلوبه الجريء والواضح، يتحدث الشيخ كشك عن أهمية الحفاظ على الطهارة والعفة في حياة المسلم، وكيف أن الإسلام جاء ليحمي المجتمع من الانحرافات التي تؤدي إلى فساد الأخلاق وانهيار القيم.

يبدأ الشيخ كشك بشرح معنى الزنا ولماذا يُعتبر من أكبر الكبائر في الإسلام، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية تحذّر من هذا الفعل وتحث على الابتعاد عن مقدماته، مثل النظر المحرم والاختلاط غير المنضبط. يوضح الشيخ أن الإسلام شدد على هذه العقوبة ليس قسوة، بل حماية للمجتمع وضمانًا لنقاء العائلة واستقرارها. ومن هنا يبين كيف أن حد الزنا في الشريعة هو عقوبة رادعة تهدف إلى حفظ المجتمع من انتشار الفساد.

كما يصف الشيخ عقوبات الزاني في الدنيا، مشيرًا إلى أن هذا الذنب لا يمر بدون أثر على حياة الإنسان، حيث يعيش الزاني حياة مضطربة ويفقد شعوره بالطمأنينة، ويكون عرضة للسخط من الناس ويخسر مكانته. يتحدث أيضًا عن الأضرار النفسية والجسدية التي تصيب الإنسان بسبب هذا السلوك، وكيف يؤثر الزنا على نقاء النفس ويغرقها في المعاصي.

ثم ينتقل الشيخ إلى مشهد الآخرة، حيث يصف عقوبة الزاني يوم القيامة، مستندًا إلى الأحاديث النبوية التي تصف صورًا مرعبة من العذاب الذي يُلاقيه من ارتكب هذا الذنب ولم يتب عنه. يصور الشيخ كشك لحظة وقوف الزاني أمام الله، وكيف يواجه عقوباته بانتظار الحساب، مذكرًا بأن التوبة الصادقة هي السبيل الوحيد للتخلص من هذا العذاب.

يخصص الشيخ جزءًا من الخطبة لتوجيه النصائح العملية للابتعاد عن الزنا، حيث ينصح المسلمين والمسلمات بحفظ أنفسهم من الوقوع في هذا الذنب، ويحث على الزواج كوسيلة شرعية لتحقيق الرغبات البشرية بشكل طاهر ومبارك. كما يشجع الشباب على ملء أوقاتهم بالنشاطات المفيدة والابتعاد عن أماكن الفتنة، والالتزام بالذكر والدعاء لتحصين أنفسهم.

بأسلوبه العاطفي والحماسي، يجعل الشيخ كشك من هذه الخطبة دعوة صادقة للعودة إلى الله والتوبة عن المعاصي، ويؤكد على أهمية الاستقامة والعفة لتحقيق رضا الله. في النهاية، يترك المستمعين بروح مشحونة بالعزم على الحفاظ على الطهارة والابتعاد عن الفواحش، ليكونوا من الذين ينالون رحمة الله في الدنيا والآخرة، وينعمون بحياة طيبة مملوءة بالسكينة والرضا.