أرسل الرئيس العراقي برهم صالح يوم أمس كتاباً إلى البرلمان يعلن فيه تحفظه على تكليف مرشح كتلة "البناء" البرلمانية المدعومة من إيران، محافظ البصرة أسعد عبد الأمير العيداني، لرئاسة الحكومة المقبلة خلفاً لعادل عبد المهدي الذي صادق البرلمان على استقالته في الأول من الشهر الحالي.
وأضاف صالح أنه "يضع استعداده للاستقالة" أمام أعضاء البرلمان ليقرروا ما يرونه مناسباً، مشيراً إلى أنه يفضل الاستقالة على تكليف شخصية يرفضها الحراك الاحتجاجي لأنّ رئيس الحكومة المقبلة يجب أن "يستجيب لإرادة الشعب العراقي".
ويلزم الدستور العراقي رئيس البلاد بتكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً لتشكيل الحكومة، من دون أن يكون له حق الاعتراض. ولذا قال صالح "وبما أنّ هذا الموقف المتحفظ من الترشيح الحالي قد يُعد إخلالاً بنص دستوري، لذلك أضع استقالتي من منصب رئيس الجمهورية أمام أعضاء مجلس النواب، ليقرروا في ضوء مسؤولياتهم كممثلين عن الشعب ما يرونه مناسباً."
ويقدّم ائتلاف "البناء" نفسه على أنه المخول بالتسمية، فيما يعتبر ائتلاف "سائرون" بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أنه التحالف الأكبر لأنه حلّ أولاً في الانتخابات التشريعية العامة الأخيرة التي جرت في أيار (مايو) 2018.
وتسعى الأحزاب المدعومة من إيران إلى تكليف محافظ البصرة أسعد العيداني الذي يواجه انتقادات حادة بسبب إجراءات أتخذها لقمع تظاهرات خرجت في محافظته صيف 2018.
الرئيس العراقي برهم صالح (إلى اليمين) مجتمعاً بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بغداد في 9 كانون الثاني (يناير) 2019 (Andrew Caballero-Reynolds / Pool via Reuters)
ويطالب الحراك الاحتجاجي ضد الفساد السياسي والإداري ونظام المحاصة السياسية الطائفية في العراق الذي انطلق في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت بتغيير النظام السياسي الذي أبصر النور عقب إطاحة الغزو الأميركي الرئيس صدام حسين في عام 2003.
ويرفض المحتجون تسمية أي شخصية كان لها دور في العملية السياسية خلال الأعوام الـ16 الماضية، فيما تزداد المخاوف من عودة العنف إلى الشارع بعد أن أسفر عن مقتل نحو 460 شخصاً وإصابة 25 ألفاً آخرين بجروح، غالبيتهم الساحقة في صفوف المتظاهرين، منذ انطلاق الحراك.
ضيفتي هي الناشطة الكندية العراقية السيدة انتصار هَليل. سألتُها تقييمها لموقف الرئيس العراقي وللوضع في وطنها الأم.
(أ ف ب / فرانس 24 / راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة:
قلوب العراقيين في كندا وعيونهم على الوطن الأم حيث يتواصل الحراك الاحتجاجي
استمعواAR_Entrevue_3-20191227-WIA30