إذا كان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشعل الشارع العربي، فقد أخرج أيضا نارا من تحت رماد الخوف والقلق على المستقبل والمصير وحلم السلام عبر حل الدولتين إن في أوساط من أضرهم القرار وإن في أوساط من استفادوا منه فالطريق المسدود في أفق السلام يهدد الشعبين ، الفلسطيني كما الإسرائيلي في حاضرهم ومستقبلهم.
يقول الناشط الفلسطيني مازن جباري:
" للمرة الأولى أشعر أن وجودنا مهدد وبخطر في المدينة. فأنا خائف جدا من أن يرغمنا الإسرائيليون على الرحيل، لقد تخلى عنا المجتمع الدولي والدول العربية ونسونا وتركونا نواجه مصيرنا وحدنا لقد قضى ترامبت على كل أمل بحل الدولتين كل أمل بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام مع جارتها إسرائيل.
تظاهرات في القدس © Muammar Awad
ومن الجانب الإسرائيلي، تقول بيغي سيبور اليهودية التونسية:
" لا نبالغ أبدا في عمق هذا الخوف وقوته فهو يسكن كل اليهود أيا كانت توجهاتهم من اليمين أو اليسار من مؤيدي الصهيونية أو معارضيها من مؤمنين أو ملحدين، فكلنا يمتلكنا هذا الخوف العميق لأننا تعرضنا للاضطهاد طوال ألفي سنة .
وتضيف :
"للفلسطينيين الحق بدولة سيدة كما كل المجتمعات في العالم ولا سبب لعدم الحصول عليها لكن هل يجب أن يمر حل الدولتين بترسيم جديد للحدود سيؤدي بدون شك إلى إخلاء منازل وإخراج البعض من بيوتهم ولا ننسى أن الجيل الثاني من المستوطنين ولدوا في الأراضي الفلسطينية".
لكن الحق بدولة فلسطينية مستقلة أو حل الدولتين، لا يجمع عليه كل الإسرائيليين كما يقول المستشار البلدي آريه كيبغ الذي يقول:
لا توجد أرض تابعة للفلسطينيين فمن هو الفلسطيني ؟ أنا فلسطيني ولا فرق بيني وبين عربي وصل منذ عشرين أو ثلاثين سنة قبلي، من العربية السعودية أو الأردن أو مصر أو سوريا أو لبنان، فأين الفرق؟ والحل الذي يقترحه :
"أعتقد أنه من السهل إقناع وتشجيع مليوني عربي للعيش في السعودية أو الأردن أو كندا أو فرنسا وهذا ما يجب أن تفعله الحكومة وكل حل آخر لن يؤدي إلا إلى تنامي التهديد لإسرائيل ومواطنيها إن لم يكن اليوم فبعد عشرين عاما.
وبعيدا عن الخوف والحلول المتعثرة، ثمة سؤال يطرح نفسه بعد فقدان ترامب مصداقيته بالنسبة إلى الفلسطينيين ، من سيكون البديل عن الأميركيين في رعاية مفاوضات السلام؟
تجيب مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط ماري إيف بيدار:
" يسعى الاتحاد الأوروبي لتثبيت قناعته بأن لا حل إلا بدولتين في وقت يتضاءل فيه عدد من يؤمنون بهذا الحل هنا. وبالنسبة للإسرائيليين، ليس للاوروبيين مصداقية تماما مثل الأميركيين بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليون كما الفلسطينيين يعتبرون أنهم تركوا وحدهم وربما يدفع الأمر الواقع الحالي الطرفين إلى الجلوس حول الطاولة للتوصل إلى تفاهم.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعواAR_Reportage_1-20171213-WRA10