كل من استمع لأنشودة العهد السعيد أبحر في كلماتها وسافر مع موسيقاها وألحانها، عمل فريد بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأتى في وقت مفصلي من تاريخ عمان، اختار يوسف الكمالي أن يتحدث بصوت السلطان قابوس رحمة الله عليه شعرياً
وأن يقول على لسانه رسالة للشعب العماني مطمئنةً أن لا تحزنوا فأنا لم أرحل عن عمان وأنا في كل جزء منها:
أنا قابوسُ "عُمانِ"
هذهِ الأرضُ كَيانِي
كلُّ ما يَنبُت فِيها
مِن نَّخيلٍ وَمَبانِي
وجِبالٍ رَاسياتٍ
وَبِحارٍ، وَمَوانِي
هِي وَجهِي وَفُؤَادي
وعُيونِي ولِسَانِي
مُنذُ أنْ فَارَقتُ بَيتي
صِرتُ في كلِّ مَكانِ!
ثم يعود يوسف الكمالي ليتحدث بصوت الشعب العماني مخاطبا ومطمئناً السلطان قابوس ضمن سيمفونية موسيقية لحنية عجيبة تخاطب العقل والروح والقلب من ملحن كبير هو السيد خالد بن حمد البوسعيدي, فتأتي الموسيقى والكلمات وكأن كل العمانيين هم من كتبها ولحنها :
أيُّها الخالدُ فِينا
قبَسًا فِي كلِّ هَامَةْ
وَجهُكَ الوضّاءُ: شَمسٌ
صَوْتُك الأندَى: غَمامةْ
شَعبُك الهادِرُ يَجْرِي
نَهرُهُ .. حتَّى القيامَةْ!
أرضُهُ: حِصنُ شُموخٍ
بَحرُهُ: فُلْك سَلامةْ
وفي هذا البيت: أرضه: حصن شموخ، بحره: فلك سلامة
تماهى بين السلطان قابوس رحمة الله عليه وعمان بحراً وأرضاً وشموخ الشعب العماني
وفي هذا اللقاء أتعرف أكثر إلى هذا الشاب الشاعر وعلى جزء من تجربته ومحطاته. ربما العنوان الذي اخترناه للحلقة هو عنوان ديوانه الشعري (الصادق المفضوح).. عنوان يحيلنا إلى أن هناك لقاء آخر سيأتي عبر المقال الأول مع يوسف لكن من يتابع اللقاء سيجد الصدق الذي يتجسد في كل تعبير يقوله هذا الشاعر والمتحدث المثقف
سالم العمري