ضيفتي السيدة إنصاف حيدر ناشطة حقوقية كندية، سعودية المولد، غالباً ما يكون اسمها على الساحة الإعلامية مرتبطاً باسم زوجها الناشط الحقوقي والمدوّن السعودي رائف بدوي الذي تطالب، من داخل كندا وخارجها، بتحريره من الاعتقال. فبدوي مسجون في بلاده منذ أكثر من سبع سنوات وأدانه القضاء السعودي بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي.
وإنصاف حيدر، المقيمة في مدينة شيربروك في مقاطعة كيبيك مع أولادها الثلاثة من رائف بدوي، تلقّت مفاجأةً سارّة قبل أسبوعيْن ونيّف عندما دعت الولاياتُ المتحدة المملكةَ السعودية للإفراج عن زوجها.
ففي 18 تموز (يوليو) الفائت دعا نائب الرئيس الأميركي مايك بنس السلطات السعودية للإفراج عن رائف بدوي في خطاب ألقاه في واشنطن أمام مسؤولين من عشرات الدول المشاركة في مؤتمر وزاري حول الحريات الدينية.
"في السعودية لا يزال المدوّن رائف بدوي في السجن بسبب الجريمة المزعومة بانتقاد الإسلام عبر الإنترنت"، قال بنس أثناء تلاوته قائمة بأسماء سجناء محتجزين في إريتريا وموريتانيا وباكستان أيضاً بسبب آرائهم الدينية.
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس متحدثاً في المؤتمر الوزاري حول الحريات الدينية في واشنطن في 18 تموز (يوليو) الفائت (Patrick Semansky / AP)
وشكّل هذا الكلام الصادر عن نائب رئيس الولايات المتحدة، حليفة المملكة السعودية، مفاجأة سارّة أيضاً للجمعيات الحقوقية التي تطالب بالإفراج عن بدوي، وفي طليعتها الفرع الكندي الفرنكوفوني في منظمة العفو الدولية (Amnistie Internationale) الذي يواكب عن كثب إنصاف حيدر في مسيرتها الهادفة لإطلاق سراح زوجها ويدعمها بقوة.
وفي اليوم نفسه قالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في رسالة إلكترونية، "نظل شديدي القلق حيال حالة رائف بدوي، ولقد أثرناها على أعلى المستويات ودعونا مرات عديدة لمنحه العفو"، وذكّرت المتحدثة بأن رئيس الحكومة جوستان ترودو تحدّث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن قضية رائف بدوي في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي.
يُذكر أن بدوي البالغ من العمر 35 عاماً هو مؤسس موقع "الليبراليون السعوديون" الإلكتروني، وهو معتقل في السعودية منذ 17 حزيران (يونيو) 2012 وأدانه القضاء السعودي بعدة تهم، من بينها "ازدراء الإسلام" على شبكة الإنترنت والردّة، وحكم عليه بعشر سنوات سجن وألف جلدة، بمعدل خمسين جلدة أسبوعياً، وغرامة مالية قدرها مليون ريال سعودي. وتلقى بدوي خمسين جلدة في كانون الثاني (يناير) 2015، وتأجل تنفيذ حكم الجلد بحقه فيما بعد لأسباب قالت السلطات السعودية إنها طبية.
من اليسار في الصف الأول: إنصاف حيدر وأولادها الثلاثة ميريام ونجوى ودودي ينتظرون أداء قسم الجنسية الكندية في حفل رسمي في مدينة شيربروك في الأول من تموز (يوليو) 2018 (Twitter / Ensaf Haidar)
وحصلت إنصاف حيدر وأولادها الثلاثة على الجنسية الكندية قبل سنةٍ ونيّف بعد استيفائهم شروط الحصول عليها. وسبق لها أن طالبت الحكومة الكندية بمنح زوجها الجنسية الفخرية اعتقاداً منها أن ذلك يسهّل إطلاق سراحه. ويدعم هذه الفكرة حزبان معارضان في مجلس العموم في أوتاوا، هما الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، والكتلة الكيبيكية الداعمة لاستقلال مقاطعة كيبيك عن كندا.
سألتُ إنصاف حيدر عن الجديد في قضية زوجها منذ مطالبة نائب الرئيس الأميركي السلطات السعودية بالإفراج عنه، وعن وَقع هذه المطالبة على زوجها، وما إذا كانت هي لا تزال تعتبر أن حكومة ترودو الليبرالية لم تقم بما فيه الكفاية لدعم قضية زوجها، كما سألتها رأيها في القرار الصادر مؤخراً في المملكة السعودية والذي يتيح للمرأة السعودية التي بلغت سن الـ21 عاماً وما فوق استخراج جواز سفر والسفر إلى الخارج دون الحصول على موافقة مُسبَقة من ولي أمرها.
استمعواAR_Entrevue_7-20190805-WIA70