قصة النبي نوح عليه السلام
بعتير النبي نوح من ذرية النبي آدم -عليه السلام- وقد وُلد نوح ,حينما كان عمر والده 182 عامًا، وعاش -عليه السلام- 950 عامًا
عاش آدم وحواء على الأرض موحدَين لله تعالى، وتكاثروا وأنجبوا الأبناء وبمرور الوقت بدأ النَّاس يُخطئون ويعبدون غير الله تعالى، فعبدوا الشمس القمر والنجوم والكواكب، وفي نهاية الأمر نحتوا أصنامًا من الحجارة وصاروا يعبدونها ويسجدون لها، فاختار الله -تعالى- من ذلك القوم رجلًا اسمه نوح ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد ويتركون الأصنام وعبادتها ويرجعون عن ذنوبهم وآثامهم
رفض القوم أن يستمعوا إلى دعوة نوح عليه السلام، ولم يتّبعه سوى الضعفاء من القوم والفقراء الذين وجدوا في دعوته أمانًا لهم من ظلم الأغنياء والأقوياء. ولكنَّ نوحًا لم يستسلم أبدًا .بل بقي يدعوهم إلى الله الواحد في كل حين، حتَّى إنَّهم صاروا يضعون أصابعهم في آذانهم؛ حتى لا يسمعوا كلامه. فصار يدعوهم بالإشارة إلى توحيد الله، فأصبحوا يضعون ثيابهم على وجوههم؛ حتى لا يروا إشاراته أبدًا. ووصل بهم الأمر في النهاية إلى أن يطلبوا منه أن ينبذ الفقراء ويُخرجهم من القرية ويُبعدهم عن الدين، فإذا فعل ذلك آمنوا به وبدينه . ولكن نوح -عليه السلام- رفض طلبهم ذلك، فدين الله ليس للأغنياء وحدهم بل هو لكل الناس.
طالت دعوة نوح -عليه السلام- ولم يُؤمن من القوم إلا من اتبعه في البداية. فجاء أمر الله لنوح -عليه السلام- ألّا يحزن من تصرّفات قومه، وعليه أن يبدأ ببناء سفينة كبيرة جدًّا .وعلَّمه الله كيفية بنائها؛ لأنّ نوحًا -عليه السلام- كان أول من بنى سفينة على الأرض، وصار القوم كلما رأوا نوحًا -عليه السلام- يبني السفينة يضحكون عليه ويستهزئون به. فلمَّا فرغ نوح من بناء السفينة أمره الله أن يركب فيها هو وجميع الناس الذين آمنوا معه، وبعض الحيوانات والنباتات.
نجاة نوح مع من امنوا معه وهلاك الضالين والمفسدين
كان نوح -عليه السلام- يُنذِرُ القوم دائمًا من عقوبة الله؛ لأنَّ الذي لا يؤمن بالله ويعصيه ستناله العقوبة في يوم من الأيام. ولكنَّ القوم لم يسمعوا منه أبدًا، فكانت عقوبتهم أن أغرقهم الله في الأرض. فأمر السماء أن تمطر كثيرًا وأمر الأرض أن تنفجر الينابيع منها، فغرق كل القوم ما عدا نوح -عليه السلام- والذين آمنوا معه وركبوا السفينة معه .
لقد احتوت قصة نوح -عليه السلام- على كثير من العبر والدروس التي يستفيد منها المسلمون. حيث ينبغي على الإنسان أن يطيع الله حتى لا يعاقب في يوم من الأيام. كما يجب أن يتحلّى بالرحمة فالحيوانات حقّ في العيش تماما مثل الإنسان، ولذلك أخذ نوح في السفينة الحيوانات مع البشر. كما ان الناس سواسية عند الله لذلك لا يجب التفريق بين الغني والفقير.